مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{إذا الشمس كورت}

          ░░░81▒▒▒ سورة إذا الشمس كورت
          مكية. ({انكَدَرَتْ} [التكوير:2]: انتثرت) أي: من السماء فتساقطت على الأرض.
          (قال الحسن: {سُجِّرَتْ} [التكوير:6]: ذهب ماؤها فلا يبقى منه قطرة) (وقال مجاهد: {الْمَسْجُورِ} [الطور:6]: المملوء) وعن الحسن بن مسلم: سجرت أوقدت. وقراءة أهل مكة والبصرة بالتخفيف والباقون بالتشديد. ثم قال (خ): (وقال غيره سجرت أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحراً واحداً) وقال الحسن: ذهب ماؤها فلم يبق منها قطرة. و(الخنس: تخنس في مجراها ترجع وتكنس تستتر أي: نهارا كما تكنس الظباء) قلت: وهي الكواكب الخمسة السيارة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، وقيل: جميع الكواكب تخنس نهاراً وتكنس ليلاً. وقيل: هي بقر الوحش إذا رأت الإنس تخنس وتدخل كناسها.
          ({تَنَفَّسَ} [التكوير:18]: ارتفع) أي: وامتد، وقيل: وأقبل وأضاء وبدا أوله.
          (والظنين: المتهم، والضنين: يضن به) أي: يبخل به، يقال: ضننت بالشيء أضن به ضنا وضنانة على وزن عملت. قال ابن فارس: ضننت أضن لغة قلت: وهما قراءتان أعني: بالضاد وبالظاء بمعنيين.
          (وقال عمر: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير:7] يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}) [الصافات:22] أخرجه عبد بن حميد وفي لفظ: الفاجر مع الفاجرة والصالح مع الصالحة.
          وقال الضحاك: زوجت الأرواح للأجساد. وقال عكرمة: أي: ترد إليها. وقال الكلبي: زوج المؤمن الحور العين، والكافر الشيطان. وقال الربيع بن خثيم: يجيء المرء مع صاحب عمله يزوج الرجل بنظيره من أهل الجنة، وبنظيره من أهل النار.
          وقال الحسن: ألحق كل رجل بشيعته. وقال عكرمة: يحشر / الزاني مع الزانية، والمحسن مع المحسنة. ({عَسْعَسَ} [التكوير:17]: أدبر) وقال مجاهد: إقباله وإدباره. وقال ابن زيد: عسعس: ولى وسعسع من هاهنا، وأشار إلى المشرق إطلاع الفجر. وقال الحسن: عسعس: أقبل بظلامه.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}) [التكوير:6] أي: أذهب ماؤها أو ملئت ماء فهو من الأضداد وقيل معناه جعلت بحراً واحداً وقال: ({فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}) [التكوير:15-16]، و(الخانس) هو الذي يخنس في مجراه أي: يرجع، و(الكانس) هو الذي يكنس أي يستتر كما يكنس الظبي في كناسه والمراد الكواكب السبعة(1) السيارة قال: ({وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}) [التكوير:18] أي: ارتفع النهار، وقال: ({وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}) [التكوير:24] أي: متهم فهو فعيل بمعنى مفعول وقرئ بالضاد أيضاً، و(يضَِن(2) به) بالفتح والكسر؛ أي: يبخل به وفسره به ليعلم أنه فعيل بمعنى الفاعل، و(عمر) هو أمير المؤمنين، وقال: ({وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}) [التكوير:17] أي: أدبر وقد يستعمل أيضاً بمعنى أقبل وهو مشترك بين الضدين.
          الزركشي:
          ({عَسْعَسَ} [التكوير:17] أدبر) قاله ابن عباس وغيره، وقيل: أقبل، ورجح الأول بقوله بعده: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير:18] فكأنهما حالان متصلان، وقال الخليل: المراد أقسم بإقباله وإدبار[ه] معاً.


[1] في هامش المخطوط: صوابه ((الخمسة)).
[2] في المخطوط فوق الكلمة: ((معا)).