مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة النمل

          ░░░27▒▒▒ سورة النمل
          مكية، قال السخاوي: نزلت قبل القصص، وبعد القصص سبحان.
          (الصرح: كل بلاط اتخذ من القوارير) أي: لا كل بناء، قوله: (بلاط) هو بخط الدمياطي بالباء، وذكره ابن التين بالميم، وقال: الملاط بفتح الميم: الطين، وقيل: إنه الصخر. وقيل: كل بناء عال مرتفع، قال ابن فارس: هو البيت الواحد المنفرد الطويل في السماء.
          ({مُسْلِمِينَ} [النمل:31]: طائعين) أي: منقادين لأمر سليمان، ولم يقل: مطيعين؛ لأن له طاعة: إذا أجاب أمره، وطاعه: إذا انقاد لأمره، وهؤلاء أجابوا أمره.
          ({أَوْزِعْنِي} [النمل:19]: اجعلني) قلت: وألهمني أيضاً، يقال: فلان موزع بكذا، أي: مولع به.
          ({وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَ} [النمل:42] يقوله سليمان) وقيل: من قول بلقيس، قلت قال الواحدي: قالت: وأوتينا العلم؛ أي: بصحة نبوة سليمان.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}) [النمل:25] وهو ما خبئ وخبأ السماء القطر وخبأ الأرض النبات، وقال: ({صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ}) [النمل:44] والصرح كل ملاط من القوارير والملاط هو الطين الذي يجعل بين ساقتي البناء، و(حسن الصنعة) مبتدأ خبره محذوف؛ أي: له.
          وقال: ({رَبِّ أَوْزِعْنِي} [النمل:19]) أي: اجعلني، قوله (يقوله سليمان) غرضه أن وأوتينا العلم ليس من تتمة قولها فيما قال تعالى قالت كأنه هو وأوتينا العلم.
          الزركشي:
          ({الصَّرْحَ} [النمل:44] كل بلاط اتخذ من القوارير) كذا بلاط بموحدة لابن السكن والأصيلي، ولغيرهما: ((ملاط)) بميم مكسورة، والبلاط: كل ما فرشت به الأرض من آجر أو حجارة أو غيره، والملاط الطين الذي يجعل بين أثناء البناء قاله القاضي، وقيده السفاقسي بالفتح، وقال: المراد به هنا كل بناء.