مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة {يس}

          ░░░36▒▒▒ سورة يس
          مكية ونزلت قبل الفرقان، وبعد سورة الجن، كما قال السخاوي، وفي (ت) وقال: غريب عن أنس مرفوعاً: ((من قرأها كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات)) وصح: ((اقرءوا يس على موتاكم)) زاد أحمد: ((لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له)) وبعض العرب يقول: بفتح النون، وهو جائز في العربية لا ينصرف، والتسكين أجود كما قاله الزجاج ويجوز خفضها كما قال الفراء.
          (قال مجاهد: {عَزَّزْنَا} [يس:14]: شددنا) هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح، عنه قال: وروي عنه أيضاً: زدنا والثالث: هو شمعون مع يوحنا أو توما وبولس أرسلهم عيسى دعاة إلى الله، والقصة معروفة. والقرية: أنطاكية، وكان بها من الفراعنة انطيخس يعبد الأصنام، وقيل: بعث الله من المرسلين صادق، وصدوق، وشلوم. وخفف عاصم الزاي، ولم يؤمن من القوم غير حبيب النجار الإسرائيلي.
          ({يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30]: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل) أي: الثلاثة، فتمنوا الإيمان حين لم ينفعهم، وقرأ عكرمة: يا حسره: بجزم الهاء.
          قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} [يس:38]
          فيه حديث أبي ذر أنه ◙ قال له: ((يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس؟)) الحديث سلف في بدء الخلق.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}) حسرتهم في الآخرة هي استهزاؤهم بالرسل في الدنيا، قال: ({وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ}) [يس:42] أي: من الأنعام والضمير في مثله راجع إلى الفلك، وقال: ({إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}) [يس:55] أي: معجبون وقيل: متنعمون متلذذون، وقال: ({طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}) [يس:19] أي: مصائبكم.
          قوله: (أبو نعيم) مصغر النعم اسمه الفضل بالمعجمة، و(الأعمش) هو سليمان، و(إبراهيم) هو ابن يزيد من الزيادة ابن شريك (التيمي) الكوفي (وأبو ذر) جندب الغفاري، و(الحميدي) بضم الحاء عبد الله، و(وكيع) بفتح الواو وكسر الكاف وبالمهملة. الخطابي (لمستقر لها) أي: لأجل أجل لها وقدر قدر لها إلى انقطاع مدة بقاء العالم وقيل: مستقرها غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها لأطول يوم من الصيف ثم تأخذ في النزول إلى أقصر مشارق الشتاء لأقصر يوم منه ولا ينكر أن يكون لها استقرار تحت العرش / من حيث لا ندركه وإنما هو إخبار عن غيب ويحتمل أن يكون المعنى أن علم ما سئلت عنه من مستقرها تحت العرش في كتاب كتب فيه مبادئ أمور العالم ونهاياتها والوقت الذي تنتهي إليه مدتها وتستقر عند ذلك وتبطل حركتها.
          وفي الحديث إخبار عن سجودها تحت العرش ولا بُعد أن يكون ذلك عند محاذاتها العرش في مسيرها وليس في سجودها لربها تحته ما يعوقها عن الدَّأب في سيرها قال: وليس هذا مخالفاً لقوله تعالى: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف:86] لأنه نهاية يدرك البصر إياها حال الغروب، وأما مسيرها تحت العرش للسجود فإنما هو بعد غروبها وليس معناه أنها تسقط في تلك العين بل هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره ووجدها تتدلى عند غروبها فوق هذه العين أو على سمتها، وكذلك من كان في البحر يرى كأنها تغرب في البحر وإن كانت في الحقيقة وراء البحر، ولم يذكر الزركشي فائدة زائدة فتذكره.