مجمع البحرين وجواهر الحبرين

الحاقة

          ░░░69▒▒▒ سورة الحاقة
          مكية، سميت بذلك؛ لأن فيها حقاق الأعمال من الثواب والعقاب، ونزلت قبل المعارج وبعد الملك، كما قاله السخاوي.
          (وقال ابن جبير: {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [الحاقة:21] يريد فيها الرضا) ({الْقَاضِيَةَ} [الحاقة:27] الموتة الأولى التي متها لما أحيا بعدها) قال قتادة فيما رواه عبد: تمنوا الموت ولم يكن شيء من الدنيا أكره عندهم منه.
          ({مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة:47] أحد يكون للجميع وللواحد) (وقال ابن عباس: {الْوَتِينَ} [الحاقة:46] نياط القلب) قال قتادة: طغى الماء فوق كل شيء خمسة عشر ذراعاً.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}) [القارعة:7] أي: عيشة فيها الرضا؛ أي: ذات رضا يريد أنه من باب ذي كذا كتامر ولابن، وقال علماء البيان: إنه استعارة بالكناية، وقال: ({يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}) [الحاقة:27] أي: يا ليت الموتة الأولى التي متها كانت القاطعة لأمري لن أحيا بعدها ولا يكون بعث ولا جزاء.
          وقال: ({مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}) [الحاقة:47] أي: لفظ الأحد يقع على المفرد والجمع مذكراً ومؤنثاً كقوله تعالى: ({لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء}) [الأحزاب:32] وقال تعالى: ({ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}) [الحاقة:46] أي: نياط القلب بكسر النون وخفة التحتانية وهو حبل الوريد إذا قطع مات صاحبه.
          قال: ({لَمَّا طَغَى الْمَاء}) [الحاقة:11] أي: كثر وطغت الريح على خزانها أي: خرجت بلا ضبطهم روي عن رسول الله صلعم ما أرسل الله ريحاً إلا بمكيال ولا قطرة من المطر إلا بمكيال إلا يوم عاد ويوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل قال: ({فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ}) [الحاقة:5] أي: بطغيانهم / يعني: الفاعلة جاء مصدراً كالعافية.