مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{قل هو الله أحد}

          ░░░112▒▒▒ قل هو الله أحد
          مكية، وقيل: مدنية، نزلت لما قالت قريش أو كعب بن الأشرف أو مالك بن الصعب أو عامر بن الطفيل العامري: انسب لنا ربك.
          وهي تعدل ثلث القرآن كما سيأتي.
          يقال: (لا ينون أحدٌ؛ أي: واحد) هو قول أبي عبيدة في ((المجاز)) قال الزجاج: والأجود إثباته ووقع للداودي أن من نون جمع بين ساكنين وأنه لغة، وهو عجيب وإنما ذلك علة للكسر وأصل أحد وحد، فأبدلت كامرأة أناة، أصله وناة، من الونا وهو الفتور.
          ثم ساق حديث أبي هريرة عن رسول الله صلعم [قال]: ((قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك)) الحديث وسلف.
          {اللهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:2] والعرب تسمي أشرافها الصمد. وقال أبو وائل: الصمد السيد الذي انتهى سؤدده. وفيه قول آخر أنه من لا يطعم، أو من لا جوف له، أو من يقصد إذا صمده إذا قصده. قال ابن خالويه: وأحسن ما قيل فيه أنه الباقي الذي لا يفنى بعد خلقه.
          ثم ساق (خ) حديث أبي هريرة المذكور ثم قال: كفؤاً أو كفيئاً وكفاءً واحد. قلت: الأول بضم أوله وثانيه، وبسكون الثاني أيضاً، والثاني بالفتح وكسر ثانيه، والثالث بكسر أوله وبالمد، وروي بكسر الكاف وسكون الفاء، ولم يقرأ بالفتح وسكون الفاء، والكفؤ اسم حل محل المصدر، وقال أبو حاتم: لا أثبت عن أبي عبيدة كفى مقصور، ولكن يقال: امرؤ لا كفاء له ممدود، وقال ابن التين: هو مأخوذ من كفأت الرجل؛ أي: فعلت نظير ما فعل، ومنه كفأت الماء، وأكفأت في الشعر جعلت حرفاً مكان حرف.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (لا ينون) يعني: قد يحذف التنوين من أحد في حال الوصل ويقال: هو الله أحد الله كما قال الشاعر:
فألفيته غير مستعتب                     ولا ذاكر الله إلا قليلاً
          و(أبو وائل) بالهمز بعد الألف شقيق بفتح المعجمة وكسر القاف، و(أبو اليمان) هو الحكم، و(أبو الزناد) بتخفيف النون عبد الله، و(الأعرج) عبد الرحمن، و(الشتم) توصيف الشخص بما هو إزراء ونقص فيه لا سيما فيما يتعلق بالنسب ومر الحديث في / سورة البقرة وهذا من الأحاديث القدسية، و(الكفء) بضم الكاف وسكون الفاء وضمها وبالهمز وبالواو وبفتح الكاف وكسر الفاء وبالتحتانية وبكسر الكاف وبالمد.
          قوله: (أن يقول) القياس أن يقول: فأن يقول بالفاء، وهذا دليل من جوز حذف الفاء من جواب أما، وجاء مثله في كتاب الحج في باب التلبية حيث قال: وأما موسى كأني أنظر إليه.