مجمع البحرين وجواهر الحبرين

القصص

          ░░░28▒▒▒ سورة القصص
          مكية، قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} [القصص:85] الآية نزلت بالجحفة لما اشتاق إلى مكة، قوله: ({إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88]: إلا ملكه، ويقال إلا ما أريد به وجه الله) هو قول سفيان، وقال أبو عبيدة: إلا جلاله، وقيل: إلا إياه.
          (وقال مجاهد: عليهم {الْأَنبَاء} [القصص:66]: الحجج) أسنده أبو محمد من حديث ابن أبي نجيح عنه.
          {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56] ذكر فيه قصة أبي طالب، وقد سلفت في الجنائز، وقام الإجماع على أنها نزلت فيه؛ كما نقله الزجاج.
          قوله: (ويعيدانه بتلك المقالة) أي: يعيدان له تلك المقالة، وسلف في الجنائز: ويعودان بتلك المقالة.
          قوله: ({مَنْ أَحْبَبْتَ}) يجوز أن يكون لقرابته أو هدايته، قال الداودي: والحديث دال على أن العباد غير خارجين من علم الله ولا ممنوعين من العمل، وأن العباد لم يكلفوا إلا ما يستطيعون، كأنه ◙ لم يكن ليدعوه إلى ما لا يستطيع.
          (قال ابن عباس: أولو القوة)... إلى آخره، سلف في أحاديث الأنبياء في باب: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى} [القصص:76].
          ({يَبْطِشَ} [القصص:19] ويبطش) أي: بكسر الطاء وضمها.
          ({يَأْتَمِرُونَ} [القصص:20]: يتشاورون) أي: فيك ليقتلوك. قاله أبو عبيد، يعني: أشراف قوم فرعون، وقال الزجاج: يعني: يأمر بعضهم بعضاً بقتلك.
          قوله: (العدوان والعداء والتعدي واحد) أي: لا ظلم علي بأن أكلف أكثر منها وأطالب بالزيادة على ذلك.
          قوله: (آنس: أبصر) أي: ورأى (الجذوة: قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب).
          (الحيات(1) أجناس: الجان والأفاعي والأساود) قوله: ({رِدْءًا} [القصص:34]: معيناً. قال ابن عباس: لكي {يُصَدِّقُنِي}) ({الْمَقْبُوحِينَ} [القصص:42]: المهلكين) أي: من المبعدين الملعونين، من القبح وهو الإبعاد.
          قال أبو زيد: يقال: قبح الله فلاناً قبحاً وقبوحاً؛ أي: أبعده من كل خير، قال البيهقي: يعني سواد الوجه وزرقة العين، وعلى هذا يكون بمعنى المقبحين.
          ({بَطِرَتْ} [القصص:58]: أشرت) قال ابن فارس: البطر: تجاوز الحد في المدح، وقيل: هو الطغيان بالنعمة. والمعنى: بطرت في معيشتها. وقيل: أبطرها معيشتها.
          ({فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص:59]: أم القرى مكة وما حولها) سميت بذلك؛ لأن الأرض دحيت من تحتها.
          ({تُكِنُّ} [القصص:69]: تخفي. أكننت الشيء: / أخفيته، وكننته: أخفيته وأظهرته) كذا في الأصول في الثاني: أخفيت بالألف، ولأبي ذر بحذفها. وكذا هو عند ابن فارس: أخفيته: سترته، وخفيته: أظهرته، وقال أبو عبيد: أخفى الشيء وخفي إذا ظهر، قال: وهو من الأضداد.
          ({وَيْكَأَنَّ اللهَ} [القصص:82]: مثل ألم تر أن الله) هو قول أبي عبيدة، وعبارة ابن عباس: ذلك. وقال الخليل والفراء: مفصولة من (كأن)، وذلك أن القوم تندموا فقالوا: وي، متندمين على ما سلف منهم، و(كأن) في مذهب الظن والعلم.
          {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85]
          فيه من حديث سفيان العصفري وهو ابن دينار عن عكرمة، عن ابن عباس قال: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى مكة.
          أي: ومعاد الرجل بلده. وعنه أيضاً: إلى الموت. وقيل: إلى يوم القيامة. وقيل: إلى الجنة. وقيل: إلى بيت المقدس. حكاه ابن أبي حاتم.
          قال والدي ⌂:
          قال: ({كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}) [القصص:88] إلا ملكه ويقال: إلا ما أريد به رضا الله تعالى والتقرب إليه لا الرياء ووجه الناس.
          قوله: (سعيد بن المسيب) قيل: هذا الإسناد ليس على شرط (خ) إذ لم يرو عن المسيب إلا ابنه ومر تحقيقه.
          و(أبو جهل) هو عمرو بن هشام، و(عبد الله بن أبي أمية) بضم الموحدة وخفة الميم وشدة التحتانية المخزومي (ويعيدانه) أي: أبا طالب إلى الكفر بقولهما أترغب عن ملة عبد المطلب، و(آخر) بالنصب وقال بعضهم صوابه ويعيدان تلك المقالة، و(على ملة) أي: أنا على ملة مر في الجنائز.
          قوله: (يعلى) بفتح التحتانية وإسكان المهملة وبالقصر، ابن عبيد مصغر ضد الحر الطنافسي و(سفيان) ابن دينار العصفري بضم المهملة والفاء وسكون المهملة بينهما وبالراء، الكوفي التمار مر في آخر الجنائز.
          الزركشي:
          (قل: لا إله إلا الله كلمة) بالنصب على البدل ويجوز الرفع، أي: هي كلمة.
          (أحاج) من المحاجة مفاعلة من الحجة.
          (أترغب عن ملة) يقال: رغبت في الشيء إذا أردته، فإن لم ترده قلت: رغبت عنه (ويعيدانه بتلك المقالة) صوابه: ويعيدان له تلك المقالة.
          (آخر ما كلمهم) نصب على الظرف؛ أي: في آخر ما كلمهم.
          ({فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص:59] أم القرى مكة وما حولها) يعني: أن الضمير عائد على القرى.
          وقوله: (مكة وما حولها) تفسير للأم المذكورة، والإشارة بالرسول على هذا التفسير إلى نبينا صلعم، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (كلمة أحاج لك) فإن قلت: إذا قال الكلمة لا تحتاج إلى محاجة فإنها حجته، قلت: قاله ◙ تعريفاً وتبييناً له، وفي رواية: أشهد لك.


[1] في المخطوط: ((الجان)) ولعل الصواب ما أثبتناه.