مجمع البحرين وجواهر الحبرين

الزمر

          ░░░39▒▒▒ سورة الزمر
          مكية، وفيها مدني {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر:53] نزلت في وحشي بن حرب. و{مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67]، وقال مقاتل: وكذا قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ} [الزمر:10] يعني: المدينة. ونزلت بعد سورة سبأ، وقبل سورة المؤمن. قاله السخاوي.
          (وقال مجاهد: {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [الزمر:24] يجر على وجهه في النار، وهو قوله جل وعز: {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ} الآية) [فصلت:40] وقال آخرون: هو أن ينطلق به إلى النار مكتوفاً، ثم يرمى به فيها، فأول ما تمس النار وجهه، وهذا قول يذكر عن ابن عباس بضعف قلت: وقيل: يلقى فيها مغلولاً فلا يقدر أن يتقي النار إلا بوجهه، وفي الكلام حذف، والمعنى: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنة.
          ({وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ} [الزمر:29] مثل لآلهتهم الباطل ولإلهه الحق) وقال بعد ذلك: {وَرَجُلًا سَلَمًا} ويقال: سالما صالحاً خالصاً. قلت: عامة القراء على كسر السين؛ أي: صالحاً.وقرئ ‹سالما، روي عن ابن عباس، وقال الزجاج: سلماً وسلماً مصدران وُصف بهما على معنى: ورجلاً ذا سلم.
          قوله: ({وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} [الزمر:36] أي: بالأوثان) وذلك أنهم خوفوه معرة الأوثان وقالوا: إنك تعيب آلهتنا وتذكرها بسوء، فوالله لتكفن عن ذكرها أو لتخلنك أو تصيبنك بسوء.
          قوله: ({وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ} [الزمر:33] القرآن {وَصَدَّقَ بِهِ} المؤمن يجيء يوم القيامة يقول: هذا الذي أعطيتني عملت بما / فيه) هذا قول الحسن، وفيه أقوال أخر، وقرئ {وَصَدَّقَ} مخففا.
          قوله: ({مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر:29] الشكس العُسر لا يرضى بالإنصاف) هو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعن قتادة: هو المشرك يتنازعه الشيطان والشكس، بفتح الشين وكسر الكاف وإسكانها، وهو في اللغة بالإسكان، كما نقله عنهم ابن التين، وفي ((الباهر)): رجل شكس بالفتح، والشِّكس: صعب الخلق، وقوم شكس، بالضم وقيل: بالفتح وكسر الكاف، وبالكسر والإسكان جميعاً: السيئ الخلق.
          قوله: ({اشْمَأَزَّتْ} [الزمر:45] نفرت) وقال مجاهد: انقبضت. قال: وذلك يوم قرأ عليهم النجم عند باب الكعبة. وعن قتادة: كفرت قلوبهم واستكبرت.
          قوله: ({حَافِّينَ} [الزمر:75] أطافوا به مطيفين بحافته) هذا أسنده الطبري، عن قتادة، والحفاف بكسر الحاء: الجانب.