مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة التغابن

          ░░░64▒▒▒ سورة التغابن
          مدنية. وقال مقاتل: فيها مدني. وقال الكلبي: مدنية مكية. وقال ابن عباس: مكية إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي؛ في أنه شكى ولده فنزلت: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} [التغابن:14] إلى آخر السورة، ونزلت بعد الجمعة وقبل الصف كما قاله السخاوي.
          (وقال مجاهد: {يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9] غبن أهل الجنة أهل النار) أخرجه عبد بن حميد بسنده عن ابن جريج عنه: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. قال: وثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عكرمة، عن عبد الله قال: هو غبن أهل الجنة أهل النار. قيل: والتغابن اسم من أسمائه تعالى، وسمي بذلك؛ لأنه يغبن فيه المظلوم الظالم. وقيل: يغبن فيه الكفار في تجارتهم التي أخبر الله أنهم اشتروا الضلالة بالهدى. وقيل: مأخوذ من الغبن وهو الإخفاء.
          أي: خفي عن الخلق علمه فيغبن يومئذ من ارتفع في الجنة من كان دون منزلته فيها.
          (وقال عكرمة عن عبد الله: {وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11] هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي، وعرف أنها من الله) والمعنى: يهد قلبه إلى التسليم لأمره.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({يَوْمُ التَّغَابُنِ}) أي: غبنُ أهل الجنة أهل النار لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء فالتغابن من طرف واحد للمبالغة نحو يخادعون الله، انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول: قيل يوم التغابن يوم القيامة يرى صاحب المال الذي لم يعمل فيه خيراً خلفه لمن عمل فيه خيراً فعذب به الأول ورحم به الثاني وآي غير أكثر من تلك.