مجمع البحرين وجواهر الحبرين

الدخان

          ░░░44▒▒▒ سورة الدخان
          مكية. وفي (ت): غريباً عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك)) وعنه: ((من قرأ الدخان في ليلة الجمعة غفر له)).
          قوله: (وقال غيره) يعني: غير ابن عباس ({تُبَّعٍ}: ملوك اليمن كل واحد منهم يسمى تبعاً؛ لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعاً؛ لأنه يتبع الشمس) قلت: وتبع هنا هو تبع الحميري، وكان سار بالجيوش حتى عبر الحيرة وبنى سمرقند. قال سعيد: وهو الذي كسا البيت. وفي الحديث: ((ما أدري تبع نبيًّا كان أو غير نبي)).
          قوله: {فَارْتَقِبْ} [الدخان:10]
          قال قتادة: فانتظر، ثم ساق حديث مسروق، عن عبد الله قال: مضى خمس: الدخان... إلى آخره وقد سلف.
          قوله: {يَغْشَى النَّاسَ} [الدخان:11]
          فيه حديث مسروق، عن عبد الله أيضاً قال: إنما كان هذا؛ لأن قريشاً لما استعصوا على رسول الله صلعم الحديث، وقد سلف في الاستسقاء أيضاً.
          والجَهد: بفتح الجيم وضمها لغتان وقيل: بالفرق، الضم: الجوع، والفتح: المشقة.
          ثم ساقه في قوله: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} [الدخان:12] وفي قوله: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} [الدخان:13] وفي قوله: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} [الدخان:14] قوله في هذا: (فدعا) ثم قال: ((تعودون) بعد هذا) كذا في الأصول ((تعودون)) وساقه ابن التين بلفظ: ((تعودوا))، ثم قال: كذا وقع وصوابه: ((تعودون)).
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}) [الدخان:32] أي: على من بين ظهريه أي: على أهل عصره وقال: ({عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ}) [الدخان:20] أي: تقتلون والرجم القتل.
          قوله: (أبو حمزة) بالمهملة والزاي، محمد بن ميمون اليشكري، و(مسلم) بكسر اللام الخفيفة أبو الضحى.
          قوله: (والروم) فيما قال تعالى: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم:1-2] والقمر أي فيما قال {وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1] وقال: ({يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}) [الدخان:16] أي: القتل يوم بدر، و({سَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}) [الفرقان:77] أي: أسراً يوم بدر أيضاً وقيل: هو القتل.
          قوله: (يحيى) قال الغساني: يحيى بن موسى الختي بالمعجمة والفوقانية يروي عن أبي معاوية (محمد) ابن خازم بالمعجمة والزاي، و(مضر) بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء يريد به قريشاً، و(قال رسول الله صلعم لمضر) أي: لأبي سفيان فإنه كان كبيرهم في ذلك الوقت وهو كان الآتي إلى رسول الله المستدعى منه الاستسقاء، وتقول العرب: قتل / قريش فلاناً وأرادوا شخصاً منهم وكثيراً يضيفون الأمر إلى القبيلة والأمر في الواقع مضاف إلى واحد منهم.
          وقال: (إنك لجريء) حيث تشرك بالله وتطلب الرحمة منه وإذا كشف العذاب عنكم إنكم عائدون إلى شرككم والإصرار عليه.
          قوله: (وكيع) بفتح الواو وكسر الكاف وبالمهملة وأما (يحيى) فهو إما ابن موسى وإما ابن جعفر.
          قوله: (لما لا يعلم) هذا تعريض بالرجل القاص الذي كان يقول يجيء يوم القيامة دخان كذا وأنكر ابن مسعود ذلك وقال: لا تتكلموا فيما لا تعلمون وبين قصة الدخان وقال: إنه كهيئته وذلك قد كان ووقع.
          قوله: (الميتة) وفي بعضها: بفتح الميم وكسر النون وسكون التحتانية وبالهمزة، وهي الجلد أول ما يدبغ.
          قوله: (سليمان بن حرب) ضد: الصلح، و(جرير) بفتح الجيم ابن حازم بالمهملة والزاي، و(حصت) بالمهملتين أي: أذهبت وسنة حصباء أي: جرداء لا خير فيها.
          قوله: (بشر) بإعجام الشين، ابن خالد، و(محمد) ابن غندر، و(سليمان) أي: الأعمش، فإن قلت: لفظ يخرج من الأرض مدافع لقوله فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان قلت: لا مدافعة إذ لا محذور أن يكون مبدؤه الأرض ومنتهاه وموقفه ذلك.
          فإن قلت: الظاهر من لفظ الخروج أنه كان ثمة شيء مثل الدخان حقيقة، ومن إضافته إلى الجوع حيث قال يرى من الجوع أنه كان أمراً متخيلاً لهم حرارة المجاعة، قلت: يحتمل الأمران بأن يكون ثمة خارج من الدخان حقيقة وأنهم كانوا يرون بينهم وبين السماء مثله لفرط حرارتهم من المخمصة، أو كان يخرج من الأرض على حسبانهم أيضاً ذلك لفرط الجوع أو لفظ من الجوع صفة للدخان أي: يرون مثل الدخان الكائن من الجوع.
          قوله: (أحدهم) القياس أحدهما، إذ المراد سليمان ومنصور فهو على مذهب من قال أقل الجمع اثنان.
          الزركشي:
          (تعودوا) كذا وقع، وصوابه: تعودون(1).


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قوله فقيل يا رسول الله استسق لمضر هذا القائل هو كعب بن مرة وقيل مرة بن كعب السلمي الفهري وقد سبق في كلام والدي ⌂ أن الآتي إلى رسول الله المستدعي للاستسقاء هو أبو سفيان، قوله: أصابهم الرفاهية هو السعة في العيش وكذا الرفاعية)).