مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة {ق}

          ░░░50▒▒▒ سورة ق
          مكية، قال الكلبي: إلا قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}الآية [ق:39]. وقال ابن النقيب: إلا قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ} إلى قوله: {لُغُوبٌ} [ق:38] وهو قسم، وقيل: جبل من زبرجدة خضراء محيط بالعالم، وخضرة السماء منه، ليس من الخلق على خلقه شيء، والجبال تنبت منه، فإذا أراد الله زلزلة أوحى إلى الملك الذي عنده أن يحرك عرقاً من الجبل فتتحرك الأرض الذي يريد، وهو أول جبل خلق، وبعده أبو قبيس، ومن دون ق مسيرة سنة، جبل يقال له: الحجاب، وما بينهما ظلمة، وفيه تغرب الشمس قال تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص:32] يعني: الجبل، وهو من وراء الحجاب، وله وجه كوجه الإنسان، وقلب كقلوب الملائكة في الخشية.
          قال السخاوي: ونزلت بعد المرسلات وقبل البلد.
          قوله: ({رَجْعٌ بَعِيدٌ}) [ق:3] أي: رد إلى الحياة بعد الموت.
          قوله: (وريداه في حبله، الحبل حبل العاتق) قلت: فحبل الوريد، المراد به: عرق الوريد، وهو عرق الحلق قوله: (وقال مجاهد: {مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ} [ق:4]: من عظامهم) إلى قوله: {لُّغُوبٍ} أسنده ابن المنذر من طريق ابن جبير عنه.
          وادعى ابن التين أنه وقع: (من أعظامهم) وأن صوابه: (من عظامهم) وكذا هو عند أبي ذر؛ لأن فعلاً بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعال إلا خمسة أحرف نوادر، وقيل: من أجسامهم.
          قوله: ({تَبْصِرَةً} [ق:8]: بصيرة) أي: جعلنا ذلك تبصرة.
          ({وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9]: الحنطة) أي: والشعير وسائر الحبوب التي تحصد، وهذه الإضافة من باب: مسجد الجامع، وحبل الوريد، وربيع الأول، وحق اليقين ونحوها.
          قوله: ({رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]: رصيد) أي: حافظ حاضر وهو بمعنى المعتد، من قوله: أعتدنا، والعرب تعاقب بين الياء والدال؛ لقرب مخرجيهما.
          قوله: ({سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق:21]: الملكان كاتب وشهيد) أي: يشهد عليها بما عملت ويكتب، وقيل: سائق يسوقها إلى المحشر، وقيل: السائق من الملائكة، وقيل شيطانها الذي يكون معها والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل والأنبياء، وقيل: العمل. والصواب أنهما جميعاً من الملائكة.
          قوله: ({وَقَالَ قَرِينُهُ} [ق:23]: الشيطان الذي قيض له) قلت: وقال قتادة: الملك الموكل به، ({هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}) محضر.
          قوله: ({أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} [ق:37]: لا يحدث نفسه بغيره) وقيل: استمع القرآن، تقول العرب: ألق سمعك إلي؛ أي: استمع.
          قوله: (وقال غيره): أي: غير مجاهد: ({نَّضِيدٌ} [ق:10]: الكفرى أي: بفتح الفاء وضمها ما دام في أكمامه، ومعناه: منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد) قلت: قال مسروق: ونخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها منضد أمثال القلال والدلاء، كلما قطعت منه ثمرة نبتت مكانها أخرى، وأنهارها تجري في غير أخدود.
          فائدة:
          {سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [ق:39] قيل: حقيق مطلقاً أو دبر المكتوبات، وذكره (خ) فيه عن ابن عباس وقيل: صلى فقيل النوافل وأدبار المكتوبات، وقيل: الفرائض، {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} يعني: الصبح، {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} يعني: العصر. وقيل: والظهر، وقيل: وركعتين قبل المغرب.
          {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} [ق:40] يعني: صلاة العشائين، وقيل: صلاة الليل، {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الركعتان بعد المغرب، {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور:49] الركعتان قبل الفجر.