مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{تنزيل} السجدة

          ░░░32▒▒▒ سورة تنزيل السجدة
          مكية، وفيها من المدني: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} [السجدة:16] قاله مقاتل، وقال ابن عباس: إلا ثلاث آيات: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا} [السجدة:18].
          قال السخاوي: ونزلت بعد: {قَدْ أَفْلَحَ} [الأعلى:14] وقبل الطور.
          قوله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم}الآية [السجدة:17]
          فيه حديث أبي هريرة: ((أعددت لعبادي)) الحديث سلف في صفة الجنة ثم ساق أيضاً عن أبي هريرة قال: ((قال الله...)) مثله، ثم ساقه من حديث أبي هريرة أيضاً مثله وقال بعد: ((ولا خطر على قلب بشر [ذ]خراً من بله)) الحديث.
          قوله: (بله) قال ابن التين: ضبطه بفتح الهاء، كأنه رآه منها مثل كيف وأين، وفي بعضها بالكسر، وهو الظاهر؛ لأنه يضاف إلى ما بعده مثل (قبل)، و(بعد) إذا أضيفتا خفضتا. قيل: ((بله)) بمعنى (كيف) وبمعنى (دع) وبمعنى (أجل)، كأنه يريد: دع ما أطلعتم عليه فإنه سهل أو يسير في جنب ما دخرته لهم، وحكى الليث أنها بمعنى (فضل)، كأنه يقول: هذا الذي غيبته عن علمهم ومثل فضل ما اطلعتم عليه منه. قال ابن فارس: بله بمعنى (سوى) وبمعنى دع وذكر الحديث والأشبه أن يكون في هذا الحديث بمعنى سوا وغيره، لأجل أن في الحديث: ((من بله)).
          و{أُخْفِيَ لَهُم} قراءة العامة؛ أي: خير لهم، وقرأ حمزة ويعقوب: (أخفي) مرسلة الياء؛ أي: أنا أخفي.
          قال والدي ⌂:
          قال: ({نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ}) [السجدة:27] أي: التي لا تمطر إلا مطراً لا يغني عنها شيئاً، وقال: ({أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ}) [السجدة:26] أي: يبين لهم.
          و(أبو الزناد) بكسر الزاي وبالنون، عبد الله بن ذكوان، و(الأعرج) هو عبد الرحمن، و(مثله) أي: مثل ما في هذا الحديث فقيل لسفيان أتروي رواية عن النبي صلعم أم تقول عن اجتهادك قال فأي شيء كان لولا الرواية.
          قوله: (إسحاق بن نصر) بسكون المهملة، و(أبو صالح) هو ذكوان السمان، و(ذخراً) منصوب متعلقاً بأعددت، و(بله) بفتح الباء وسكون اللام وفتح الهاء معناه دع ويقال معناه سوى أي غير ما ذكره الله لكم في القرآن.
          الصنعاني: اتفق جمهور نسخ الصحيح على من بله والصواب إسقاط كلمة من منه، / و(أبو معاوية) هو محمد الضرير.
          الزركشي:
          (من بله ما أطلعتم) قال السفاقسي: ضبط بفتح الهاء، كأنه ظن بناءها على كأين وكيف، وآخرون بكسرها وهو الوجه؛ لأنه مضاف إلى ما بعده مثل: قبل وبعد إذا أضيفتا خفضتا.
          قيل: معناه دع ما أطلعتم عليه فإنه سهل أو أيسر في جنب ما دخرته لهم.
          وقيل: بمعنى فضل، والأشبه أنها هنا بمعنى سوى وغير، حكاه ابن فارس لأجل قوله: ((من بله)).
          وقال غيره: صوابه: ((بله)) بغير من، وصوابه أطلعكم.
          وقال ابن مالك: المعروف ((بله)) اسم فعل بمعنى اترك، ناصباً لما يليها بمقتضى المفعولية، واستعماله مصدراً بمعنى الترك مضافاً إلى ما يليه والفتحة في الأولى بنائية، وفي الثانية إعرابية، وهو مصدر مهمل الفعل ممنوع الصرف.
          وقال الأخفش: ((بله)) هنا مصدر كما تقول: ضرب زيد، وندر دخول ((من)) عليه زائدة.