مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة آل عمران

          ░░░3▒▒▒ سورة آل عمران
          هي مدنية، وسبب نزولها قدوم وفد نجران.
          المسوم: الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو فيما كان، هو كما قال، وهو مذهب الجماعة إلا الأخفش قال: مسومين: مرسلين، ومسومين بفتح الواو وكسرها بمعنى: معلمين ومعلمين أنفسهم أو خيلهم، قال الكلبي: معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم.
          وعن الضحاك: معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الدواب وأذنابها، وعن مجاهد: مجزورة أذناب خيلهم، وعن قتادة: كانوا على خيل بلق، وعن عروة بن الزبير: كانت عمامة الزبير يومئذ صفراء، فنزلت الملائكة وعن رسول الله صلعم أنه قال لأصحابه: ((تسوموا، فإن الملائكة قد تسومت)).
          ({رِبِّيُّونَ} [آل عمران:146] جموع والواحد ربي) وقال أبان: الربي عشرة آلاف، وقال ابن زيد: هم الأتباع، وقال الحسن: هم العلماء الصبر كأنه أخذ من النسبة إلى الربة.
          قلت: والربيون: الربانيون، وقرئ بالحركات الثلاث، قال سعيد بن جبير: ما سمعنا بنبي قتل في القتال.
          (وقال ابن جبير: {حَصُورًا} [آل عمران:39]: لا يأتي النساء) أسنده عبد عنه. وعن جماعات: بلفظ لا يغشى النساء. أي: يمنعها من الشهوة، وهذا ليس مع العجز؛ فإنه نقص، والأنبياء منزهون عنه. قالوا: والسيد: الذي يغلب غضبه.
          (وقال مجاهد: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام:95]: النطفة تخرج ميتة ويخرج منها الحي) هذا أسنده ابن جرير عنه. وحكاه أيضاً عن ابن مسعود وجماعات، وعن عكرمة: هي البيضة تخرج من الحي وهي ميتة، ثم يخرج منها الحي.
          وعن أبي مالك: النخلة من النواة، والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة. وقال الحسن: يخرج المؤمن الحي من الكافر الميت الفؤاد، ويخرج الكافر من المؤمن.
          قوله: آيات محكمات قال مجاهد: الحلال بين والحرام بين. {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران:7]: يصدق بعضه بعضاً، كقوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [البقرة:26] وكقوله: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [يونس:100]: وكقوله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد:17]. أخرجه عبد، وابن المنذر بإسنادهما.
          والمحكم: ما اتضحت دلالته / ، والمتشابه: ما يحتاج إلى نظر وتخريج. وقيل: المحكم: ما لم ينسخ، والمتشابه: ما نسخ. وقيل: المحكم: آيات الحلال والحرام، والمتشابه: آيات الصفات والقدر. وقيل: المحكم: ما لم يحتج إلى تأويل. والمتشابه: ما يحتاج إليه وقيل: المحكم: آيات الأحكام، والمتشابه: الحروف المقطعة. وأبعد من قال: إن القرآن كله محكم؛ لقوله: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود:1] أو كله متشابه؛ لقوله: {مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ} [الزمر:23] ولا حجة في ذلك فإن المراد: أحكمت نظماً، ويشبه بعضه بعضاً.
          وعن ابن عباس: المحكمات: الثلاث الآيات {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام:151] إلى ثلاث آيات. والتي في بني إسرائيل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء:23]، والمتشابه نحو: {آلر}، وشبهه.
          ({زيغ}: شك) قلت: وهم المبتدعة وقيل: اليهود في حمل الحروف المقطعة على حساب الجمل. وقيل: النصارى.
          وفي الحديث التحذير عن مخالطة أهل الزيغ والبدع ومن تتبع المشكلات للمشكلة، أما من سأل عن ما أشكل عليه من هذا للاسترشاد، وتلطف في ذلك فلا بأس عليه، وجوابه واجب، والأول لا يجاب بل يزجر به ويعذر كما فعل عمر بصبيغ بن عسل، فإنه ضربه؛ لأنه بلغه أنه يتبع المتشابه.