مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{والذاريات}

          ░░░51▒▒▒ سورة الذاريات
          مكية، ونزلت بعد الأحقاف وقبل الغاشية، كما قاله السخاوي.
          قال ابن عباس: هي الرياح.
          قوله: ({زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49]: الذكر والأنثى، واختلاف الألوان حلو وحامض فهما زوجان) (قال ابن عباس: الحبك استواؤها وحسنها) وقال مقاتل: الحبك: الطرائق التي في الرمل من الريح، ومثل الماء يصيبه الريح فيركب بعضه بعضاً، وقال أبو صالح: الخلق الحسن، وقال الجوزي: هو قسم.
          قوله: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (1)} [الذاريات:10]: لعن، أي: لعن الخراصون أي: الكذابون، وقال ابن عباس: المرتابون، وقال: مجاهد: الكهنة (وقال غيره: {مُسَوَّمَةً} [الذاريات:34]: معلمة من السيماء) أي: العلامة.
          ({صَرَّةٍ} [الذاريات:29]: صيحة) هو قول ابن عباس وغيره.
          وقال مجاهد: العقيم: لا تلقح شيئاً؛ أي: لا تلقح شجراً ولا تنشئ سحابه، ولا رحمة فيها ولا بركة.
          (وقال غيره: تواصوا: تواطئوا) أي: أوصى بعضهم بعضاً بالتكذيب وتواطئوا عليه، والألف فيه ألف التوبيخ.
          قال والدي ⌂:
          و(قال علي) هو ابن أبي طالب ☺ (الذاريات) هي الرياح، وقال: و({الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ}) [الذاريات:11] أي: في ضلالة يتمادون ووقع في بعض النسخ عمرتهم وهذه الكلمة ليست في هذه السورة.
          (وأقبلت امرأته في صرة) أي: في صيحة (فصكت وجهها) أي: جمعت أصابعها فضربت به وجهها. وقال: ({جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ}) [الذاريات:42] أي: نبات الأرض إذا ديس من الدوس بالمهملتين وهو / الوطء بالرجل.
          وقال: ({إِنَّا لَمُوسِعُونَ}) [الذاريات:47] أي: لذو سعة أي: طاقة وقوة، وقال: ({فَفِرُّوا}) [الذاريات:50] أي: من الله إلى الله أي: من معصيته إلى طاعته، وقال: ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنس}) [الذاريات:56] أي: ما خلقت أهل السعادة إلا ليوحدون، فإن قلت: لم خصصهم بالسعداء منهم وفسر العبادة بالتوحيد؟ قلت: ليظهر الملازمة بين العلة والمعلول.
          قوله: (لأهل القدر) أي: للمعتزلة احتجوا بها على أن إرادة الله تعالى لا تتعلق إلا بالخير، والشر ليس مراداً له فقال (خ): لا يلزم من كون الشيء معللاً بشيء أن يكون ذلك الشيء أي: العلة مراداً أو أن لا يكون غيره مراداً ويحتمل أن يراد أنهم يحتجون به على أن أفعال الله تعالى لا بد وأن تكون معللة فقال: لا يلزم من وقوع التعليل وجوبه ونحن نقول بجواز التعليل أو على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم فقال: لا حجة لهم فيه لأن الإسناد من جهة الكسب وكون العبد محلاً لها.
          الزركشي:
          ({الذَّارِيَاتِ} [الذاريات:1] قال على الرياح) قلت: أسنده عبد الرزاق في ((تفسيره)) عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليًّا عن ذلك فقال: ((الذاريات الرياح، و{فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات:2] السحاب، {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات:3]: السفن، {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات:4] الملائكة)).
          ({إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]) من أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحدون، وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا فيفعل بعض، ويترك بعض، وليس فيه حجة لأهل القدر. قلت: هذا يدل على إمامة (خ) في علم الكلام، وذكر للآية تأويلان، أحدهما: أن اللفظ عام والمراد خاص، وهم أهل السعادة، وكل ميسر لما خلق له ثانيهما: خلقهم معدين للعبادة، كما تقول: البقر مخلوقة للحرث، وقد يكون فيها ما لا يحرث، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (فصكت وجهها) هذا فعل النساء إذا تعجبن من شيء روي أن جبريل قال لها: انظري إلى سعف بيتك فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة.


[1] في المخطوط: ((الإنسان))، ولعل الصواب ما أثبتناه.