مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{قل يا أيها الكافرون}

          ░░░109▒▒▒ سورة قل يا أيها الكافرون
          مكية، وهم أهل مكة، منهم الوليد بن المغيرة والعاصي وأبوه، وروى (ت) وقال: غريب عن ابن عباس وأنس يرفعانه: (({إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزلزلة:1] تعدل نصف القرآن، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1] تعدل ربع القرآن)).
          وعن نوفل أنه ◙ قال له: ((إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فإنها براءة من الشرك)).
          يقال: ({لَكُمْ دِينُكُمْ}): الكفر. {وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:6]: الإسلام ولم يقل: ديني، لأن الآيات بالنون فحذفت الياء كما قال: {فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشعراء:78] و{يَشْفِينِ} [الشعراء:80]. وقال غيره: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون:2]: الآن، ولا أحكم فيما بقي من عمري. {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [الكافرون:5]. وهم الذين قالوا: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا} [المائدة:64] تحرز من الأول حتى يظهر المراد بقوله: (وقال غيره) والذي جزم به الثعلبي الأول، ثم قال: وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
          قال والدي ⌂:
          قال: ({وَلِيَ دِينِ}) [الكافرون:6] ولم [يقل] ديني لأن الفواصل كلها بالنون فحذف الياء رعاية للمناسبة، وقال تعالى: ({لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}) [الكافرون:2] أي: لا في الحال ولا في الاستقبال.
          فإن قلت: هو إما للحال حقيقة وللاستقبال مجازاً أو بالعكس أو هو مشترك فكيف جاز الجمع بينهما قلت: الشافعية جوزوا ذلك مطلقاً، وأما غيرهم فجوزوه بتأويل / عموم المجاز وهم الذين قال أي المخاطبون بقوله أنتم هم الذين قال الله في حقهم {وَلَيَزِيدَنَّ} [المائدة:64].