مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{والتين}

          ░░░95▒▒▒ سورة والتين
          مكية وبه جزم الثعلبي، وقال قتادة: مدنية حكاه ابن النقيب، وقاله ابن عيينة أيضاً في ((تفسيره)).
          (قال مجاهد: هو التين والزيتون الذي يأكل الناس) وفي رواية خصيف عنه: التين: هذا التين، والزيتون: هذا الزيتون، وفيه قول ثان: أن الأول الجبل الذي عليه دمشق، والثاني الجبل الذي عليه بيت المقدس قاله قتادة(1)، وثالث وهو قول أبي عبد الله الفارسي: التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس، ورابع: وهو قول محمد بن كعب: التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد إيلياء أي: وهو بيت المقدس وخامس: هما مسجدان بالشام قاله الضحاك.
          وفي ((تفسير ابن عباس)) عن معاذ بن جبل قول سادس: التين مسجد اصطخر الذي كان لسليمان، والزيتون مسجد بيت المقدس، وروى ابن جرير عن ابن عباس: التين مسجد نوح الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس وهو سابع قال: ويقال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ} [التين:1-2] ثلاث مساجد بالشام، وقيل: التين جبال ما بين حلوان إلى همدان، والزيتون جبال بالشام، وقيل: هما طور سينا وطور زيتا بالسريانية ينبتان التين والزيتون.
          قوله: ({تَقْوِيمٍ} [التين:4]: خلق) أي: أحسن صورة وأعدل قامة، وذلك أنه خلق كل شيء منكباً على وجهه إلا الإنسان، وقال أبو بكر بن طاهر: مزيناً بالعقل ومؤدباً بالأمر، مهذباً بالتمييز، مديد القامة يتناول مأكوله بيده.
          قوله: ({فَمَا يُكَذِّبُكَ} [التين:7] فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم، كأنه قال: ومن يقدر على / تكذيبك بالثواب والعقاب) كأنه جعل (ما) لمن يعقل، وهذا بعيد، ثم ذكر حديث البراء أن النبي صلعم كان في سفر فقرأ في العشاء بالتين والزيتون الحديث وسلف في الصلاة.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}) [التين:4] أي: أحسن خلق قال: ({فَمَا يُكَذِّبُكَ}) [التين:7] أي: فما الذي يكذبك (بأن الناس يدانون) أي: يجازون بأعمالهم.
          قوله: (حجاج) بفتح المهملة وشدة الجيم الأولى (ابن منهال) بكسر الميم وإسكان النون، و(عدي) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية (ابن ثابت) الأنصاري، و(البراء) بتخفيف الراء وبالمد (ابن عازب) بالمهملة والزاي.
          الزركشي:
          ({فَمَا يُكَذِّبُكَ} [التين:7] إلى قوله: ومن يقدر على تكذيبك) قال السفاقسي: كأنه جعل {مَا} لمن يعقل وهو بعيد قلت: ويجوز في المبهم أمره لقوله تعالى: {مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران:35].


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: وقال ابن الجوزي في ((زاد المسير)) فيه سبعة أقوال وعدها، الثالث: التين المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى وعد ما في السبعة أقول فحينئذ تكون ثمانية أقوال، ولي إشكال في قوله من قال أن التين مسجد دمشق وذلك أن حين نزول هذه السورة لم يكن مسجد دمشق قد بني وإنما بناه الوليد بن عبد الملك وتكامل بناؤه في سنة ست وتسعين... الوليد وكان مدة بنائه عشر سنين)).