إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{وامرأته حمالة الحطب}

          ░4▒ ({وَامْرَأَتُهُ}) ولأبي ذرٍّ(1): ”باب قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ}“ أمُّ جميلٍ العوراء بنتُ حرب بنِ أميَّة، أخت أبي سفيان بن حربٍ ({حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}[المسد:4]) الشَّوك والسَّعدان، تُلقيهِ في طريقِ النَّبيِّ صلعم وأصحابهِ لتعقرهُم بذلك، وهو قولُ ابن عبَّاس.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ: ({حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}[المسد:4] تَمْشِي) إلى المشركينَ (بِالنَّمِيمَةِ) توقِعُ بها بين النَّبيِّ صلعم وبينهُم وتلقِي العداوة بينهُم، وتوقدُ نارها كما توقد النَّار بالحطبِ، فكنَّى عن ذلك بحملهَا(2) الحطب.
          ({فِي جِيدِهَا}) عنقها ({حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}[المسد:5] يُقَالُ: {مِّن مَّسَدٍ} لِيفِ المُقْلِ) وذلك هو(3) الحبلُ الَّذي كانت تحتطبُ بهِ، فبينما هي ذاتَ يومٍ حاملة الحُزمة أعيتْ، فقعدَت على حجرٍ لتستريحَ؛ أتاها ملكٌ فجذبهَا من خلفِها فأهلكها (وَ) قيل: (هْيَ السِّلْسِلَةُ الَّتِي فِي النَّارِ) من حديدٍ، ذرعُهَا سبعونَ ذراعًا، تدخلُ في فمهَا وتخرجُ من دبرهَا، ويكونُ سائرها في عنقهَا، فُتِلت من حديدٍ فتلًا محكمًا، وهذهِ الجملة حالٌ من {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} الَّذي هو نعتٌ لـ {امْرَأَتُهُ}، أو خبر مبتدأ مقدَّر(4).


[1] قوله: «وامرأته ولأبي ذر»: ليست في (م) و(د).
[2] في (م): «بذلك عن حملها».
[3] «هو»: ليست في (ص)، وفي (د): «الحبل هو».
[4] في (م): «مقدم».