إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل

          4971- وبه قال: (حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى) بن راشدٍ القطَّان الكوفيُّ‼ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمادُ بنُ أسامة قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ) بفتح العين، و«مُرَّة»: بضم الميم وتشديد الراء، ابن عبدِ الله الجَمَليُّ الكوفيُّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء:214] ▬وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ↨) تفسيرٌ لقولهِ: {عَشِيرَتَكَ} أو قراءةٌ شاذَّة قرأهَا ابنُ عبَّاس، ثمَّ نُسِخَت تلاوتها (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلعم حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا) بكسر عين «صعِد» (فَهَتَفَ) أي: صاح: (يَا صَبَاحَاهْ) بسكون الهاء في «اليونينية»، كلمة يقولها المستغيثُ، وأصلُها إذا صاحُوا للغارَة؛ لأنَّهم أكثر ما كانوا يغيرونَ في الصَّباح، وكأنَّ القائل: يا صباحَاه يقول: قد غشينا الصَّباح فتأهَّبوا للعدوِّ (فَقَالُوا) يعني: قريشًا: (مَنْ هَذَا؟) أي: فقيل: هذا محمَّد (فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ) لهم: (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا) أي: عسكرًا (تَخْرُجُ(1) مِنْ سَفْحِ هَذَا الجَبَلِ) أسفله حيثُ يسفحُ فيه الماء (أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟) أصله: مصدِّقين لي، سقطتِ النون لإضافته إلى ياء المتكلِّم، وأدغمتْ ياء الجمع في ياءِ المتكلِّم (قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا. قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ) منذرٌ (لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. قَالَ أَبُو لَهَبٍ) لعنهُ الله: (تَبًّا لَكَ) نصب على المصدر(2) بإضمار فعل، أي: ألزمكَ الله هلاكًا وخُسرانًا (مَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا) ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”ألهذا جمعتنَا؟“ (ثُمَّ قَامَ) صلوات الله وسلامه عليه (فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:1]) سقط(3) «{وَتَبَّ}» لأبي ذرٍّ (▬وَقَدْ تَبَّ↨، هَكَذَا قَرَأَهَا الأَعْمَشُ يَوْمَئِذٍ) وهي تؤيِّد أنَّها إخبارٌ بوقوعِ ما دعا به عليهِ، ولم يدرك ابن / عبَّاس هذه القصَّة.


[1] في (م): «عليكم».
[2] في (د): «المصدرية».
[3] في (م): «سقطت».