إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله أمرني أن أقرئك القرآن

          4961- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثني“ بالإفراد (أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ المُنَادِي) بكسر الدال. وعند النَّسفيِّ: ”حَدَّثنا أبو جعفرٍ المُنادي“ قيل: وهِم البخاريُّ في تسميتهِ أحمد، وإنَّ اسمَ أبي جعفرٍ هذا محمَّد بنُ عبيد الله(1) بنِ يزيد، وأبو داود كنيةُ أبيهِ. وأُجيب بأنَّ البخاريَّ أعرفُ باسمِ شيخهِ من غيره، فليس وهمًا، قال: (حَدَّثَنَا رَوْحٌ) بفتح الراء وسكون الواو ثمَّ حاء مهملة، ابنُ عبادة قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ) بعين مهملة مفتوحة فراء مضمومة وبعد الواو الساكنة موحدة (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعَامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) _وسقط «ابن مالك» لأبي ذرٍّ_ ☺ (أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلعم قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ القُرْآنَ) أي: أعلِّمك بقراءتي عليكَ كيفَ تقرأ، فلا منافاةَ بين قوله: «أقرأ عليكَ»، و«أقرئك»، وقد يقالُ: كان في قراءةِ أبيٍّ قصور، فأمر الله رسولهُ ╕ أن يقرئهُ على التَّجويد، وأن يقرأ(2) عليه؛ ليتعلَّم منهُ حسنَ القراءةِ وجودتها (قَالَ: آللهُ سَمَّانِي لَكَ؟) استفسرهُ لأنَّه جوَّز أن يكون أمره أن يقرأ على رجلٍ من أمَّته غير معين، فيؤخذُ منهُ الاستثباتُ في المحتملاتِ (قَالَ: نَعَمْ(3). قَالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ العَالَمِينَ؟ قَالَ) صلعم : (نَعَمْ. فَذَرَفَتْ) بفتح المعجمة والراء: تساقطَت بالدُّموع (عَيْنَاهُ) وفي الحديثِ استحبابُ القراءة على أهلِ العلم، وإن كان القارئُ أفضل من المقروءِ عليه.
          فائدة: ذكر العلَّامة حسينُ بن عليِّ بنِ طلحةَ الرَّجراجي المغربيُّ في الباب السَّابع عشر من كتابهِ «الفوائد(4) الجميلة في الآياتِ الجليلة» في السُّور(5) الَّتي تلقى على العلماءِ في المناظرةِ عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: «إنَّ الملائكة المقرَّبين ليقرؤون سورة {لَمْ يَكُنِ} منذُ خلقَ الله السَّموات والأرض، لا يفترونَ عن قراءتها»، كذا قال، والعهدةُ عليه. /


[1] اسم الجلالة «الله»: ليس في (س).
[2] في (د): «ويقرأ».
[3] قوله: «قال نعم»: ليس في (د).
[4] في (ص): «الفرائد».
[5] في (د): «السورة».