إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اشتكى رسول الله فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا

          4950- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ) التَّميميُّ اليربوعيُّ الكوفيُّ، ونسبهُ لجدِّه، واسمُ أبيهِ عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ) بضم الزاي مصغَّرًا، ابنُ معاوية قال: (حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ) العبديُّ (قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ ابْنَ سُفْيَانَ) بضم الجيم والدال المهملة وفتحها أيضًا، وهو جندبُ بن عبد الله بن سفيان البجليُّ ( ☺ قَالَ: اشْتَكَى) مرضَ (رَسُولُ اللهِ صلعم فَلَمْ يَقُمْ) للتَّهجد (لَيْلَتَيْنِ) وفي نسخةٍ: ”ليلة“ بالإفراد (أَوْ ثَلَاثًا) بالشَّكِّ، والنَّصب على الظَّرفية (فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ) هي العَوْراء بنتُ حربٍ أخت أبي سفيان، وهي حمَّالة الحطبِ زوج أبي لهبٍ، كما عندَ الحاكم‼ (فَقَالَتْ) متهكِّمة: (يَا مُحَمَّدُ؛ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ) بفتح القاف وكسر الراء، قربه يقْرَبه _بفتح الراء_ متعدِّيًا، ومنه: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ}[النساء:43] وأمَّا قرُب _بضمها_ فهو لازمٌ، تقول: قرُب الشَّيء؛ أي(1): دنَا، وقرِبته _بالكسر_، أي: دنوتُ منه، وهنا متعدٍّ (مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا) نصب، وفي نسخةٍ: ”أو ثلاثٍ“، ولأبي ذرٍّ: ”أو ثلاثةٍ“ خفض بـ «منذ» (فَأَنْزَلَ اللهُ ╡: {وَالضُّحَى}) وقتُ ارتفاعِ الشَّمس أو النَّهار كلِّه ({وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[الضحى:1-3]) وقدَّم اللَّيل على النَّهار في السُّورة السَّابقة باعتبارِ الأصل، والنَّهار في هذه باعتبارِ الشَّرف.


[1] في (ب) و (س): «إذا».