إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم}

          ░3▒ (باب قَوْلِهِ) تعالى: ({وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ}) قال في «الكشاف»: { أَنَّهُمْ صَبَرُوا} في موضعِ الرَّفع على الفاعليَّةِ؛ لأنَّ المعنى: ولو ثبتَ صبرُهم. قال أبو حيَّان: هذا ليس(1) مذهب سيبويه، بل مذهبُ سيبويه أنَّ «أن» وما بعدها بعد «لو» في موضعِ مبتدَأ، لا في موضعِ(2) فاعل(3)، ومذهب المبرِّد أنَّها في موضع فاعلٍ بفعل محذوفٍ كما(4) زعم الزَّمخشريُّ، ومذهب سيبويه أنَّها في محلِّ رفع بالابتداءِ(5)، وحينئذٍ يكونُ اسم «كان» ضميرًا عائدًا على صبرِهم المفهوم من الفعلِ ({لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ}[الحجرات:5]) لكان الصَّبر خيرًا لهم من الاستعجالِ؛ لما فيه من حفظِ الأدبِ وتعظيمِ الرَّسولِ الموجبين للثَّناءِ والثَّوابِ، ولم يذكرِ المؤلِّف حديثًا هنا(6)، ولعلَّه بيَّض له فلم يظفَرْ بشيءٍ على شرطهِ.


[1] قوله: «هذا ليس»: ليس في (د).
[2] قوله: «مبتدَأ، لا في موضعِ» زيادة من «البحر المحيط» لأبي حيَّان (9/ 512)؛ لتستقيم العبارة ويصحَّ المعنى.
[3] في الأصول: «لو في موضعِ فاعل»، وقوله: «مبتدَأ، لا في موضعِ» زيادة من «البحر المحيط» لأبي حيَّان (9/ 512)؛ لتستقيم العبارة ويصحَّ المعنى.
[4] في (ص): «وكما».
[5] قوله: «ومذهب سيبويه: أنَّها في محلِّ رفع بالابتداءِ»: هكذا جاءت العبارة في الأصول، ولعلَّ الأصحَّ إسقاطها؛ للتكرار، والله أعلم.
[6] قوله: «هنا»: ليس في (م).