إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث مجاهد: سألت ابن عباس من أين سجدت؟

          4807- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) هو الذُّهليُّ، كما قاله الكلاباذيُّ وابنُ طاهرٍ، ونسبه إلى جدِّه؛ لأنَّ اسم أبيه يحيَى، أو محمد بن عبد الله بنِ المبارك المخرَّميُّ(1) قال: (حَدَّثَنَا(2) مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ) بفتح الطاء وكسر الفاء (عَنِ العَوَّامِ) بنِ حوشبٍ، أنَّه (قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَةِ {ص}) ولأبي ذرٍّ: ”عن سجدة في {ص}“ (فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ؟) أي: من أيِّ دليلٍ؟ (فَقَالَ: أَوَمَا تَقْرَأُ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}[الأنعام:84] {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}[الأنعام:90] فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلعم أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ) زاد أبو ذرٍّ: ”فسجدَها(3) داود ◙ “ (فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللهِ صلعم ) وهي سجدةُ شكرٍ عند الشَّافعيَّة، لحديث النَّسائيِّ: «سجدَها داودُ توبةً ونسجدُها شُكرًا» أي: على قبولِ توبتهِ، فتسنُّ عند تلاوتها في غير صلاةٍ ولا تدخلُ فيها.


[1] في (م) و(ب) و(د): «المخزومي».
[2] في (د): «حدثني».
[3] في (ص): «فزادها».