-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
سورة الفاتحة
-
سورة البقرة
-
سورة آل عمران
-
سورة النساء
-
باب تفسير سورة المائدة
-
سورة الأنعام
-
سورة الأعراف
-
سورة الأنفال
-
سورة براءة
-
سورة يونس
-
سورة هود
-
سورة يوسف
-
سورة الرعد
-
سورة إبراهيم
-
سورة الحجر
-
سورة النحل
-
سورة بني إسرائيل
-
سورة الكهف
-
كهيعص
-
طه
-
سورة الأنبياء
-
سورة الحج
-
سورة المؤمنين
-
سورة النور
-
سورة الفرقان
-
سورة الشعراء
-
النمل
- سورة القصص
-
العنكبوت
-
{ألم غلبت الروم}
-
لقمان
-
تنزيل السجدة
-
الأحزاب
-
سبأ
-
الملائكة
-
سورة يس
-
والصافات
-
{ص}
-
الزمر
-
المؤمن
-
حم السجدة
-
{حم عسق}
-
{حم} الزخرف
-
الدخان
-
سورة الجاثية
-
الأحقاف
-
{الذين كفروا}
-
سورة الفتح
-
الحجرات
-
سورة ق
-
{والذاريات}
-
سورة {والطور}
-
سورة {والنجم}
-
سورة {اقتربت الساعة}
-
سورة الرحمن
-
الواقعة
-
الحديد
-
المجادلة
-
الحشر
-
الممتحنة
-
سورة الصف
-
الجمعة
-
سورة المنافقين
-
سورة التغابن
-
سورة الطلاق
-
سورة التحريم
-
سورة {تبارك الذي بيده الملك}
-
سورة{ن والقلم}
-
سورة الحاقة
-
سورة {سأل سائل}
-
سورة {إنا أرسلنا}
-
سورة {قل أوحي إلي}
-
سورة المزمل
-
سورة المدثر
-
سورة القيامة
-
سورة {هل أتى على الإنسان}
-
{والمرسلات}
-
سورة {عم يتساءلون}
-
سورة {والنازعات}
-
سورة {عبس}
-
سورة {إذا الشمس كورت}
-
سورة {إذا السماء انفطرت}
-
سورة {ويل للمطففين}
-
سورة {إذا السماء انشقت}
-
سورة البروج
-
سورة الطارق
-
سورة {سبح اسم ربك الأعلى}
-
{هل أتاك حديث الغاشية}
-
سورة {والفجر}
-
{لا أقسم}
-
سورة {والشمس وضحاها}
-
سورة {والليل إذا يغشى}
-
سورة {والضحى}
-
سورة {ألم نشرح لك}
-
سورة {والتين}
-
سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}
-
سورة {إنا أنزلناه}
-
سورة {لم يكن}
-
{إذا زلزلت الأرض زلزالها}
-
{والعاديات}
-
سورة القارعة
-
سورة {ألهاكم}
-
سورة {والعصر}
-
سورة {ويل لكل همزة}
-
{ألم تر}
-
{لإيلاف قريش}
-
{أرأيت}
-
سورة {إنا أعطيناك الكوثر}
-
سورة {قل يا أيها الكافرون}
-
سورة {إذا جاء نصر الله}
-
سورة {تبت يدا أبي لهب وتب}
-
قوله: {قل هو الله أحد}
-
سورة {قل أعوذ برب الفلق}
-
سورة {قل أعوذ برب الناس}
-
سورة الفاتحة
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
4772- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بنُ نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزَة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمِ ابنِ شهابٍ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ) المسيِّـَب بنِ حَزْن، له ولأبيه صحبةٌ، عاش إلى خلافة عثمانَ أنَّه (قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ) أي: علامتُها بعد المعاينة(1) وعدم الانتفاع بالإيمان لو آمن (جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم ، فَوَجَدَ عِنْدَهِ أَبَا جَهْلٍ) هو ابنُ هشام (وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي(2) أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ) أخا أمِّ سلمةَ، أسلمَ عامَ الفتحِ كالمسيِّب / ، فلم يشهدْ وفاةَ أبي طالب، فالحديثُ مرسلُ صحابيٍّ، كذا(3) قرَّرَه الكِرمانيُّ(4)، وردَّه الحافظ ابن حجر: بأنَّه لا يلزمُ مِن تأخُّر إسلامه عدمُ حضورِه وفاةَ أبي طالبٍ، كما شهدها عبدُ الله بنُ أبي أُمَيَّة وهو كافر ثمَّ أسلم، وتعقَّبه العينيُّ بأنَّ حضورَ عبدِ الله ابنِ أبي أُميَّة ثبتَ في الصحيحِ، ولم يثبُت حضورُ المسيَّب لا في الصحيح ولا في غيرِه، وبالاحتمالِ لا يُرَدُّ على كلامٍ بغيرِ احتمال، وأجاب في «انتقاض الاعتراض» فقال: هذا كلامٌ عجيبٌ، إنَّما يتوجَّه الرَّدُّ على مَن قال جازمًا: إنَّ المسيَّب لم يحضرْها، ولم يَذْكُر مستندًا إلَّا أنَّه كان كافرًا، والكافر(5) لا يمتنعُ أن يشهدَ وفاة كافرٍ، فتوجَّه الرَّدُّ على الجزمِ، ويؤيِّدُه: أنَّ عنعنةَ الصَّحابيِّ محمولةٌ على السماع، إلَّا إذا ذَكَرَ(6) قصَّة ما أدركها؛ كحديث عائشةَ عن قِصَّة المبعث النبويِّ؛ فتلك الروايةُ تُسَمَّى مرسلَ صحابيٍّ، وأمَّا لو أخبر عن قِصَّةٍ أدركَها ولم يصرِّح فيها بالسماع ولا المشاهدة؛ فإنَّها محمولةٌ على السماع، وهذا شأنُ حديثِ المسيَّب، فهذا الذي يمشي على الاصطلاح الحديثيِّ، وأمَّا الدفع بالصدر فلا يعجز‼ عنه أحدٌ(7) لكنَّه لا يُجدي شيئًا. انتهى. (فَقَالَ) صلعم لأبي طالب: (أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً) بالنصب على البدل، ويجوزُ الرفعُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ (أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ) بضمِّ الهمزة وفتح الحاء المهملة وبعد الألف جيم مشدَّدة مضمومة في الفرع، خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، وفي بعض النسخ: فتح الجيم، على الجزمِ جوابُ الأمرِ(8)، والتَّقديرُ: إن تقلْ؛ أُحاجَّ، وهو مِنَ المحاججة(9) مفاعلة من الحُجَّة، وعند الطبريِّ من طريق سفيان بن حسين عن الزُّهريِّ قال: «أي عم؛ إنَّك أعظمُ الناس عليَّ حقًّا وأحسنُهم عندي يدًا، فقُل كلمةً تجب لي بها الشفاعةُ فيك يومَ القيامة» (فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ) لأبي طالبٍ: (أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟) يقال: رَغِبَ عنِ الشيء؛ إذا لم يُرِدْهُ، ورَغِب فيه؛ إذا أراده (فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلعم يَعْرِضُهَا) أي: كلمةَ الإخلاص(10) (عَلَيْهِ) على عمِّه أبي طالب (وَيُعِيدَانِهِ) بضمِّ أوَّله، والضميرُ المنصوب لأبي طالبٍ (بِتِلْكَ المَقَالَةِ) وهو قولهما: «أترغب»... وكأنَّه كان قد قارب أن يقولَها فيرُدَّانه، وقال البِرماويُّ _كالزَّركشيِّ_: صوابه: ويعيدان له تلك المقالة، وتعقَّبه في «المصابيح» فقال: ضاق عطنه _يعني: الزَّركشيِّ_ عن توجيه اللفظ على الصِّحَّة فجزم بخطئه، ويمكن أن يكون ضمير النصب مِن قوله: «ويعيدانه» ليس عائدًا على أبي طالب، وإنَّما هو عائدٌ على الكلام بتلك المقالة، ويكون «بتلك المقالة» ظرفًا مستقرًّا منصوبَ المحلِّ على الحال مِن ضمير النصب العائدِ على الكلام، والباءُ للمصاحبة، أي: يعيدان الكلامَ في حالة كونِهِ متلبِّسًا بتلك المقالة، وإن بنينا على جواز إعمال ضمير المصدر، كما ذهب إليه بعضهم في مثل: «مروري بزيدٍ حسنٌ، وهو بعمرٍو قبيحٌ»؛ فالأمرُ واضحٌ؛ وذلك بأن يُجعلَ ضميرُ الغَيبة عائدًا على التكلُّمِ(11) المفهومِ مِن السياق، والباء متعلِّقةٌ بنفس الضمير العائدِ عليه، أي: ويعيدان التكلُّمَ بتلك المقالة.
(حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ) نُصِبَ على الظرفيَّة (مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ) وفي «الجنائز» [خ¦1360] هو على مِلَّة عبد المطلب، وأراد نفسه، أو قال: أنا على مِلَّة عبد المطلب، فغيَّرها الراوي أنفةً أن يحكي كلامه؛ استقباحًا للتلفُّظ به (وَأَبَى) امتنع (أَنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) قال في «الفتح»: هو تأكيدٌ مِنَ الراوي في نفيِ وقوعِ ذلك من أبي طالب.
(قَالَ) المسيَّب: (فقَالَ(12) رَسُولُ اللهِ صلعم : وَاللهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) كما استغفر الخليلُ لأبيه (مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ(13)) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول (فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى: ({مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ}) أي: ما ينبغي لهم ({أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ}) زاد في نسخة(14): ”{وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى}“[التوبة:113] الآيةَ(15)، خبرٌ بمعنى النهي.
واستُشكل‼ هذا بأنَّ وفاة أبي طالب وقعت قبل الهجرة بمكَّة بغير خلاف، وقد ثبت أنَّ النبيَّ صلعم أتى قبر أُمِّه لمَّا اعتمر فاستأذن ربَّه أن يستغفر لها، فنزلت هذه الآية، رواه الحاكم وابن أبي حاتم عن ابن مسعودٍ، والطبرانيُّ عن ابن عبَّاس، وفي ذلك دلالة على تأخُّر نزول الآية عن وفاة أبي طالب، والأصلُ / عدمُ تكرار النزول، وأُجيب باحتمال تأخُّر نزول الآية وإن كان سببها تقدَّم، أو يكون لنزولها سببان؛ متقدِّمٌ وهو أمرُ أبي طالبٍ، ومتأخِّرٌ وهو أمر آمنةَ، ويؤيِّدُ تأخُّرَ النزول ما في سورة براءة مِنِ استغفاره ╕ للمنافقين حتى نزل النهي عنه، قاله في «الفتح» قال: ويُرشِدُ إلى ذلك قولُه: (وَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى: (فِي أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلعم : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}[القصص:56]) ففيه إشعارٌ بأنَّ الآية الأولى نزلت في أبي طالب وغيرِه، والثانية نزلت فيه وحدَه.
وقد مرَّ الحديث في «كتاب الجنائز» [خ¦1360].
(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) في ({أُولِي الْقُوَّةِ}) من قوله: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}[القصص:76] (لَا يَرْفَعُهَا العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ) وروي عنه: أنَّه كان يحملُ مفاتح(16) قارون أربعون رجلًا أقوى ما يكون من الرجال، وروي عن ابن عبَّاس أيضًا حمل المفاتح على(17) نفس المال، فقال: كانت خزائنُه يحملُها أربعونَ رجلًا(18) أقوياء.
({لَتَنُوءُ}[القصص:76]) أي: (لَتُثْقِلُ) يُقال: ناء به الحملُ حتى(19) أثقلَه وأمالَه، أي: لَتُثقِلُ المفاتحُ العصبةَ، والباء في {بِالْعُصْبَةِ} للتعديةِ كالهمزة.
({فَارِغًا}) في قوله: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}[القصص:10] أي: خاليًا من كلِّ شيءٍ (إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى) وقال البيضاويُّ _كالزمخشريِّ_: صِفْرًا مِنَ العقل؛ لِمَا دهمها مِنَ الخوف والحيرة حين سمعتْ بوقوعه في يد فرعون.
({ الْفَرِحِينَ}) في قوله: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}[القصص:76] قال ابن عبَّاس فيما رواه ابن أبي حاتم عنه أي: (المَرِحِينَ) وقال مجاهد: يعني: الأَشِرِينَ البَطِرِينَ، الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فالفرح بالدنيا مذمومٌ مطلقًا؛ لأنَّه نتيجة حُبِّها والرضا بها والذهول عن ذهابها، فإنَّ العِلْمَ بأنَّ ما فيها مِنَ اللَّذَّة مفارِقٌ(20) لا محالةَ يُوجِبُ الترح، وما أحسن قول المتنبي:
أشدُّ الغَمِّ عندي في سرورٍ تيقَّنَ عنهُ صاحبُه انتقالا
({قُصِّيهِ}) في قوله حكايةً عن أم موسى: {وَقَالَتْ (21) لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ}[القصص:11] أي: (اتَّبِعِي أَثَرَهُ) حتى تعلَمِي خبرَه، وكانت أختُه لأبيه وأَمِّه، واسمُها مريم (وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ الكَلَامَ)‼ كما في قوله تعالى: ({نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}[الكهف:13]) وقَصَّ الرؤيا؛ إذا أَخبَرَ بها.
({عَن جُنُبٍ}) في قوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ}[القصص:11] أي: أبصرت(22) أخت موسى موسى(23) مستخفيةً كائنةً (عَنْ بُعْدٍ) صفةٌ لمحذوفٍ، أي: عن مكانٍ بعيدٍ، وقال أبو عمرو بن العلاء أي: عن شوقٍ، وهي لغةُ جُذام، يقولون: جنبت إليك، أي: اشتقت، وقوله: (عَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ) أي: في معنى البُعد (وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا) وقُرئ قولُه: {عَن جُنُبٍ} بفتح الجيم وسكون النون، وبفتحهما، وبضمِّ الجيم وسكون النون، وعن جانب، وكلُّها شاذَّةٌ، والمعنى واحدٌ.
(نَبْطِشُ) بالنون وكسر الطاء (وَنَبْطُشُ) بضمِّ الطاء لغتان، ومرادُه الإشارةُ إلى قوله: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ}[القصص:19] لكن الآية بالياء، وكذا وقع في بعض نسخ «البخاري»، بل هو الذي في «اليونينيَّة»، وبالنون فيهما في فرعها(24)، والضَّمُّ قراءةُ أبي جعفرٍ، والكسر قراءة الباقين.
({يَأْتَمِرُونَ}) في قوله: {يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ}[القصص:20] أي: (يَتَشَاوَرُونَ) بسببك، قال في «الأنوار»: وإنَّما سُمِّيَ التشاورُ ائتمارًا؛ لأنَّ كُلًّا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر، وسقط لأبي ذرٍّ والأصيليِّ «قال ابن عبَّاس: {أُولِي الْقُوَّةِ}...» إلى هنا.
(العُدْوَانُ) في قوله تعالى: {فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}[القصص:28] معناه (وَالعَدَاءُ) بالفتح والتخفيف، وفي «الناصريَّة»: بضمِّ العين وكسرها، ولم يضبطها في الفرع كأصله و«آل ملك»(25) (وَالتَّعَدِّي) بالتشديد (وَاحِدٌ) في معنى التجاوز عن الحق(26).
({آنَسَ}) بالمدِّ في قوله: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}[القصص:29] أي: (أَبْصَرَ) من الجهة التي تلي الطور نارًا، وكان في البريَّة في ليلة مظلمةٍ.
(الجَـُـِذْوَةُ) في قوله تعالى: {لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ}[القصص:29] هي (قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ) أي: في رأسها نارٌ (لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ) قال ابن مُقبِل:
باتتْ حواطبُ ليلى يَلْتمِسْنَ لها جَزْلَ الجِذا غيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ /
الخوَّار: الذي يتقصَّف، والدَّعِرُ: الذي فيه لهب، وقد ورد ما يقتضي وجودَ اللهَب فيه، قال الشاعر:
وألقى على قبسٍ من النارِ جَـِذوةً شديدًا عليها حِميُها والتهابُها
وقيل: الجَـِذوة: العودُ الغليظ، سواء كان في رأسه نارٌ أو لم يكن، وليس المرادُ هنا إلَّا ما في رأسه نارٌ، كما في الآية: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ}[القصص:29] (وَالشِّهَابُ) المذكور في النمل في قوله: { بِشِهَابٍ قَبَسٍ}[النمل:7] هو ما (فِيهِ لَهَبٌ) وذُكِر(27) تتميمًا للفائدة.
(وَالحَيَّاتُ) جمع: حيَّةٍ، يُشير إلى قوله: {فَأَلْقَاهَا} يعني: فألقى موسى عصاه {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (28)}[طه:20] وأنها (أَجْنَاسٌ: الجَانُّ) كما في قوله هنا: { كَأَنَّهَا جَانٌّ}[القصص:31] (وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ) وكذا الثُّعبانُ في قوله: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ}[الأعراف:107] ولم يذكره المؤلِّف، وقد قيل: إنَّ موسى ◙ لمَّا ألقى العصا؛ انقلبتْ حيَّةً صفراءَ بِغِلَظِ‼ العَصا، ثمَّ تورَّمتْ وعظُمَتْ؛ فلذلك سمَّاها جانًّا تارةً نظرًا إلى المبدأ(29)، وثعبانًا مرَّة(30) باعتبار المنتهى، وحيَّة أخرى بالاسم الشامل للحالين، وقيل: كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجانِّ؛ ولذلك قال: {كَأَنَّهَا جَانٌّ}[القصص:31].
({رِدْءًا}) في قوله: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا}[القصص:34] أي: (مُعِينًا) وهو في الأصل اسمُ ما يُعان به؛ كالدفء بمعنى المدفوء به، فهو «فِعْل» بمعنى «مفعول»، ونصبُه على الحال.
(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُصَدِّقُنِي}[القصص:34]) بالرفعِ، وبه قرأ حمزةُ وعاصمٌ، على الاستئناف أو الصفة لـ {رِدْءًا} أو الحال مِن هاءِ {أَرْسِلْهُ} أو مِنَ الضمير في {رِدْءًا} أي: مُصدِّقًا، وبالجزم، وبه قرأَ الباقون جوابًا للأمرِ؛ يعني: إن أرسلتَه صدَّقَنِي(31)، وقيل: {رِدْءًا} كيما يصدقني أو(32) لكي يصدقني فرعونُ، وليس الغرض بتصديق هارون أن يقول له: صدقتَ، أو يقول للنَّاس(33): صدقَ موسى، بل إنَّه يلخِّصُ بلسانه الفصيح وجوه الدلائل، ويجيبُ عن الشُّبُهات.
(وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غيرُ ابنِ عبَّاسٍ: ({سَنَشُدُّ}) {عَضُدَكَ}[القصص:35] أي: (سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا) بعين مهملة وزايين معجمتين (فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا) يقوِّيه(34)، وهو مِن باب الاستعارة، شبَّه حالةَ موسى بالتقوِّي بأخيه بحالةِ اليد المتقوِّية بالعضد، فجُعِلَ كأنَّه يدٌ مستندةٌ بعضُدٍ شديدةٍ، وسقط لأبي ذرٍّ والأصيليِّ من(35) قوله: «{ آنَسَ}...» إلى هنا.
(مَقْبُوحِينَ) أي: (مُهْلَكِينَ) ومرادُه قولُه: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ}[القصص:42] وهذا تفسيرُ أبي عُبيدة، وقال غيرُه: مِنَ المطرودين، ويُسَمَّى(36) ضدُّ الحُسْنِ قَبيحًا؛ لأنَّ العينَ تنبو عنه، فكأنَّها تطرده.
({وَصَّلْنَا}) {لَهُمُ الْقَوْلَ}[القصص:51] أي: (بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ) قاله ابنُ عبَّاسٍ، وقيل: أتبعنا بعضَه بعضًا فاتَّصلَ، وقال ابنُ زيدٍ: وصَّلنا لهم خبرَ الدنيا بخبرِ(37) الآخرةِ، حتَّى كأنَّهم عاينوا الآخرةَ في الدنيا، وقال الزَّجَّاج أي: فصَّلناه بأنْ وصَّلنا ذِكْرَ الأنبياءِ وأقاصيصَ مَن مضى بعضَها ببعض.
({يُجْبَى}) في قوله: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى} أي: (يُجْلَبُ) { إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}[القصص:57].
({بَطِرَتْ}) في قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ}[القصص:58] (أَشِرَتْ) وزنًا ومعنًى، أي: وكم مِن أهل قرية كانت حالهم كحالكم في الأمن وخفض العيش حتى أَشِرُوا؛ فدمَّر اللهُ عليهم وخرَّب دِيارَهُم، قاله في «الأنوار».
({فِي أُمِّهَا رَسُولًا}) في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا}[القصص:59] (أُمُّ القُرَى مَكَّةُ) لأنَّ الأرض دُحِيَتْ مِن تحتِها (وَمَا حَوْلَهَا) ومرادُه: أنَّ الضمير في {أُمِّهَا} للقرى، ومكَّةُ وما حولها تفسيرٌ للأمِّ، لكن في إدخال «مَا حَوْلَهَا» في ذلك نظرٌ على ما لا يخفى.
({تُكِنُّ}) في قوله: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ (38) صُدُورُهُمْ}[القصص:69] أي: ما(39) (تُخْفِي) صدورُهم، يُقال: (أَكْنَنْتَُ الشَّيْءَ)‼ بالهمزة وضمِّ التاء، وفي بعضِها بفتحها، أي: (أَخْفَيْتُـَهُ، وَكَنَنْتُـَهُ)(40) بتركها مِنَ الثلاثي وضمِّ التاء وفتحِها، أي: (أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ) بالهمز فيهما، وفي نسخة معتمدة: ”خفيته“ بدون همز(41) ”أظهرته“ بدون واو، قال ابنُ فارسٍ: أخفيتُه: سترتُه، وخفيتُه: أظهرتُه، وقال أبو عُبيدةَ: أكننتُه؛ إذا أخفيتُه وأظهرتُه، وهو مِنَ الأضداد.
({وَيْكَأَنَّ اللهَ}) هي (مِثْلُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ}[إبراهيم:19]) وحينئذٍ تكون {وَيْكَأَنَّ} كلُّها كلمةً مستقلَّةً بسيطةً، وعند(42) الفرَّاء: أنَّها بمعنى: أَمَا تَرَى إلى صُنِع الله؟ وقيل غير ذلك ({يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ}[الرعد:26]) أي: (يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ) أي(43): بمقتضى مشيئتِه، لا لكرامةٍ تقتضي البَسْط، ولا لهوانٍ يُوجِبُ النقص، وسقط لأبي ذرٍّ والأصيليِّ «{وَيْكَأَنَّ (44) اللهَ}...» إلى آخره.
[1] قال الشيخ قطة ☼ : صوابه: قبل المعاينة.
[2] قال الشيخ قطة ☼ : في بعض النسخ بحذف كلمة: «أبي» وهو الموافق لما في بعض كتب أسماء الرواة والفقهاء عند ذكر أم سلمة ♦.
[3] في (ب): «كما».
[4] ضرب عليها في (م).
[5] «والكافر»: مثبت من (د) و(س).
[6] في غير (د): «أدرك».
[7] ليست في (ص).
[8] أي: «قل»، وقوله: «الأمر»: ليس في (د).
[9] في (د): «المحاجَّة».
[10] في (ص): «التوحيد».
[11] في غير (ب) و(س): «المتكلم»، ولا يصحُّ.
[12] في (ل): «قال».
[13] في (م): «عنه».
[14] قوله: «زاد في نسخة»: ليس في (د) و(م)، ووقع في (ص) بعد لفظ: «كانوا أولي».
[15] «الآية»: ليس في (م).
[16] في (د): «مفاتيح»، وكذا بعدها.
[17] في (ص): «عن».
[18] زيد في (م): «أقوى».
[19] في (د): «أي».
[20] في (د) و(ص) و(م): «مفارقه».
[21] «حكاية عن أم موسى وقالت»: ليس في (د).
[22] في (د): «بصرت».
[23] «موسى»: سقط من (د).
[24] قوله: «بل هو الذي في اليونينيَّة، وبالنون فيهما في فرعها»، سقط من (د).
[25] نسخة من الصحيح عاد إليها القسطلَّاني في أكثر من موضع لعلها تعود للأمير سيف الدين الحاج آل ملك (ت:747هـ)، والله تعالى أعلم.
[26] «عن الحق»: ليس في (ص).
[27] في (ب) و(د) و(ص): «وذكره».
[28] { تَسْعَى}: ليس في (ص) و(م).
[29] في (ص): «المبتدأ».
[30] في (ص): «تارة».
[31] في (ب) و(س): «يصدِّقْني».
[32] في (م): «و».
[33] في (د) و(ص) و(م): «الناس».
[34] في (د): «تقوِّيه».
[35] «من»: ليس في (د).
[36] في (ص) و(م): «سُمِّي».
[37] في (د): «خير الدنيا بخير».
[38] زيد في (ب): «ما».
[39] ليست في (ب).
[40] زيد في (م): «خفيته».
[41] «خفيته بدون همز»: ليس في (ص).
[42] في (د): «وعن».
[43] «أي»: ليس في (د) و(ب).
[44] في (ص): «كأن».