إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله:{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء}

          ░1▒ (قوله: { إِنَّكَ}) أي: يا محمَّد، ولأبي ذرٍّ الهروي: ”باب قوله: { إِنَّكَ}“ ({لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}) هدايته أو أحببته لقَرَابته، وقد أجمع المفسِّرون _كما قاله الزَّجَّاج_ أنَّها نزلت في أبي طالب ({وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}[القصص:56]) ولا تنافي بين هذه(1) وبين قوله في الآية الأخرى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى:52] لأنَّ الذي أثبته وأضافه إليه الدعوة، والذي نفى عنه هداية التوفيق وشرح الصدر؛ وهو نورٌ يُقذف في القلب فيحيا به.


[1] في (م): «هذا».