إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن...}

          ░2▒ هذا (بَابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ}) أي: (شَكٍّ) قاله مجاهدٌ فيما رواه ابن أبي حاتم، وهو قولُ أكثرِ المفسِّرين، وأصلُه: مِن حِرْفِ الشيءِ وهو طرفُه، وقيل: على انحراف، أو(1) على طرف الدين لا في وسطه، كالذي يكون في طرف الجيش، فإن أحسَّ بظَفَرٍ قرَّ وإلَّا فرَّ، وهو المرادُ بقوله: ({فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}) أي: ارتدَّ فرجعَ إلى(2) وجهه الذي كان عليه من الكفر حَالَ كونِه ({خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}) بذهاب عصمتِه وحُبُوط عملِهِ بالارتدادِ (إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}[الحج:11-12]) عنِ الحقِّ والرشد، وسقط لغير أبي ذرٍّ قوله: «شَكٍّ» وسقط لأبي ذرٍّ قوله(3): «{فَإِنْ أَصَابَهُ}...» إلى آخره.
          (أَتْرَفْنَاهُمْ) في قوله في «سورة المؤمنين»: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[المؤمنون:33] أي: (وَسَّعْنَاهُمْ) قاله أبو عبيدةَ، ولفظُه في «مجازه»: وسَّعْنا عليهم.


[1] في (د): «أي».
[2] في (د): «على».
[3] «شك، وسقط لأبي ذر قوله»: ليس في (د) و(م).