إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن}

          ░1▒ ({ إِنَّمَا}) وفي نسخةٍ: ”{قُلْ إِنَّمَا}“ ولأبي ذرٍّ: ”باب قول الله ╡: {قُلْ إِنَّمَا}“ ({حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}) / ما تَزَايَدَ قُبحه، وقيل: ما يتعلَّق بالفُروج، وقيل: الكبائر، وقيل: الطَّواف بالبيت عُراةً؛ وهو قول ابن عبَّاسٍ، ويؤيِّده السِّياق؛ فإنَّ قوله: {يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}[الأعراف:27] يدلُّ على وجه التشبيه في قوله: {لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}[الأعراف:27] أي: لا تتَّصفوا بصفةٍ يوقعِكم الشَّيطان بسببها في الفتنة؛ وهي العري في الطَّواف، فتُحْرَموا دخول الجنَّة كما حرَّمَها على أبويكم حين أخرجهما من الجنَّة، وقد يقال: الحَمْلُ على الأعمِّ من جميعها أَولى؛ محافظةً على الحصر المستفاد من {إِنَّمَا} لكن إن فُسِّر الإثم بكلِّ الذُّنوب _كما قيل_ لم يُحتَج إليه، وقيل: الخمر، وعورض بأنَّ تحريمها بالمدينة، وهذه مكِّيَّةٌ ({ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأعراف:33]) جهرها وسرَّها، وعن ابن عبَّاسٍ فيما رواه ابن جريرٍ قال: كانوا في الجاهليَّة لا يَرَونَ بالزِّنى بأسًا في السِّرِّ، ويستقبحونه في العلانية، فحرَّم الله الزِّنى في السِّرِّ والعلانية.