الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بيع الأرض والدور والعروض مشاعًا غير مقسوم

          ░97▒ (بَابُ بَيْعِ الأَرْضِ وَالدُّورِ): بضمِّ الدَّالِ وسكونِ الواوِ، جمعُ دارٍ، وقال الكرمانيُّ: الدُّؤرُ بالهمزةِ والواو كليهما وبالواوِ فقط، انتهى، وقال في ((المصباحِ)): الدَّارُ معروفةٌ، وهي مؤنَّثةٌ، والجمع أَدْورٌ مثل أَفْلُس، وتُهمَز الواوُ ولا تُهمَز وتُقلَب فيقال: أآدُر، وتُجمَع أيضاً على ديارٍ ودورٍ، والأصلُ إطلاقُ الدُّورِ على المواضع، وقد تُطلَق على القبائلِ مجازاً، والدَّارُ: الصَّنم، وبه سُمِّي عبدُ الدَّار، انتهى.
          (وَالْعُرُوضِ): بضمِّ العينِ المهملة، جمع عَرضٍ بفتحها والضَّاد المعجمة آخره: ما ليسَ بنقدٍ، وقال في ((المصباح)): العرْضُ بالسكون: المتاعُ، قالوا: والدَّراهمُ والدَّنانيرُ عينٌ، وما سواهما عرضٌ، والجمعُ عروضٌ، وقال أبو عُبيدٍ: العروضُ: الأمتعةُ التي لا يدخلها كيلٌ ولا وزنٌ، ولا تكونُ حيواناً ولا عقاراً، انتهى، وعلى الأخيرِ فعطفُها على ما قبلها من عطفِ المغايرِ، وعلى الأوَّلِ من عطفِ الخاصِّ على العامِّ.
          (مُشَاعاً غَيْرَ مَقْسُومٍ): حالٌ من الأمورِ الثَّلاثةِ، ولم يقل: مشاعةً إمَّا لأنَّ ((مشاعاً)) صارَ كالاسمِ وقطع النَّظرِ فيه عن الوصفيَّةِ، وإمَّا باعتبارِ المذكورِ، وإمَّا باعتبارِ كلِّ واحدٍ، و((غير مقسومٍ)) صفةُ ((مشاعاً)) مؤكِّدةً، فافهم.