الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الأسواق التي كانت في الجاهلية فتبايع بها الناس في الإسلام

          ░35▒ (باب الأَسْواقِ) أي: بابُ بيانِ حُكمِ الأسواق (الَّتِي كانَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ) أي: من جوازِ التَّبايُعِ فيها، ولذا قال: (فَتَبايَعَ بها) أي: فيها (النَّاسُ فِي الإِسْلامِ) ففرض المصنِّفُ من وضعِ هذه التَّرجمةِ الإشارةَ إلى أنَّ أماكنَ المعاصي وأفعالَ الجاهليَّةِ لا يمتنِعُ فعلُ الطاعات بها، بل يستَحَبُّ قصدُها _كما قالَ ابنُ بطَّالٍ_ بالطاعة وبما يُرضي اللهَ تعالى، قال: ألا ترى أنَّ النبيَّ صلعم أباحَ دخولَ حُجَرِ ثمودَ لمَن دخلَ متَّعظاً باكياً خائفاً من نقمةِ الله تعالى ونزولِ سَطوتِه على مَن عصاه.