الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بيع الدينار بالدينار نساء

          ░79▒ (باب بَيْعِ الدِّينَارِ بِالدِّينَارِ) أي: عدمِ صحَّةِ (نَسَاءً) بفتح النون والسين المهملة ممدوداً، وبسكون السين فهمز غير ممدود، وقال في ((القاموس)): نسأَهُ كمَنعَه: آخَّرَه نسأً ومَنسأةً، انتهى.
          وفي ((المصباح)): النَّسيءُ مهموزٌ، ويجوزُ الإدغامُ التأخيرُ، والنَّسيئةُ مثلُه، وهما اسمانِ من: نسَأَ اللهُ أجلَهُ، من باب: نفَعَ، وأنسأَه _بالألف_؛ إذا أخَّرَه، ويتعدَّى بالحرفِ، فيُقالُ: نسَأَ اللهُ من أجلِه، وأنسأَ فيه، ونسَأتُه البيعَ، وأنسَأتُه، وفيه أيضاً: وأنسَأتُه الدَّينَ: أخَّرتُه، ونسَأتُ الإبلَ نَسْأً _من باب_: نفع: سقتُها، واسمُ العصا التي يُساقُ بها: مِنسأَةٌ _بكسر الميم وفتح الهمزة وتسكن_، ويجوزُ التخفيفُ، انتهى.
          وفي ((النِّهاية)): نسَأتُ الشَّيءَ نسْأً، وأنسَأتُه إنساءً: إذا أخَّرتَه، والنَّسْأُ: الاسمُ، ويكونُ في العمرِ والدَّينِ، ومنه حديثُ: ((صِلةُ الرَّحِمِ مَثراةٌ في المالِ، مَنسأةٌ في الأثرِ))، ومنه حديثُ ابنِ عَوفٍ: ((وكان قد أُنسِئَ له في العمرِ))، وحديثُ: ((مَن أحبَّ أن يُنسَأَ في أجلِهِ، فليصِلْ رحِمَه))، ومنه الحديثُ: ((لا تستنسِئُوا الشَّيطانَ)) أي: إذا أردتُم عملاً صالحاً، فلا تؤخِّروه إلى غدٍ، ولا تستَمهِلُوا الشَّيطانَ، انتهى ملخَّصاً.
          ولعلَّ هذه التَّرجمةَ تقييدٌ للتَّرجمةِ السَّابقةِ بقولِه: ((بابُ بيعِ الذَّهبِ بالذَّهبِ)).