الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا}

          ░23▒ (بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى) وفي بعض الأصول: <╡> ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً}) نهاهمُ الله تعالى أن يزيدوا زياداتٍ مكرَّرةً، ولعلَّ التخصيصَ بحسَبِ الواقعِ، إذ كان الرجلُ منهم يُربِي إلى أجلٍ، ثم يزيدُ فيه زيادةً أخرى في الأجل وفي المال إنْ لم يقضِه، وهكذا حتى يستغرِقَ بالشيءِ الطفيفِ مالَ المديون، وقرأ ابنُ كثيرٍ وابنُ عامرٍ ويعقوبُ: ▬مُضعَّفةً↨ بحذف الألف وتشديد العين.
          قال في ((الفتح)): وروى مالكٌ عن زيدِ بنِ أسلَمَ في تفسيرِ الآيةِ قال: كان الرِّبا في الجاهليَّةِ أن يكونَ للرجلِ على الرجلِ حقٌّ إلى أجلٍ، فإذا حلَّ قال: أتقضي أم تُربي؟ فإن قضاه أخَذَ، وإلا زادَه في حقِّه، وزادَه الآخرُ في الأجل، وروى الطَّبريُّ من طريقِ عطاءٍ ومجاهدٍ نحوَه، انتهى.
          ({وَاتَّقُوا اللَّهَ}) أي: فيما نُهيتُم عنه من الربا، أو أعمُّ ({لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}) أي: راجين الفلاحَ والفوزَ بالمطلوبِ في الدُّنيا والآخرةِ إن اتَّقيتُم، فإنَّ التقوى من أسبابِ ذلك / .