الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: في العطار وبيع المسك

          ░38▒ (باب فِي العَطَّارِ) بفتح أوله وتشديد ثانيه المهملين، هو: بائعُ العطرِ، قال في ((القاموس)): العِطرُ _بالكسر_: الطِّيبُ، والجمعُ: عطورٌ، والعاطِرُ: مُحبُّه، والجمعُ: عُطُرٌ، والعطَّارُ: بائعُه، انتهى.
          وحِرفتُه نظيفةٌ طيِّبةٌ، قال ابنُ الملقِّن نقلاً عن ابنِ بطَّالٍ: روي عن إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاة والسَّلام أنه كان عطَّاراً، انتهى.
          (وَبَيْعِ المِسْكِ) بجرِّ ((بيع)) عطفاً على ((العطَّار)) أي: بابٌ في بيانِ حُكمِهما، قال في ((الفتح)): ليس في حديثِ البابِ سِوى ذكرِ المسكِ، وكأنه ألحقَ العطَّارَ به؛ لاشتراكِهما في الرائحةِ الطيِّبة، انتهى.
          وأقول: العطَّارُ _كما مرَّ آنفاً_: بائعُ العِطرِ، والمسكُ من أفرادِه، فتأمَّل، ولو قال: وبائعِ المسكِ، لَكان أَولى؛ ليتشاكَلَ الكلامُ، وليتوافَقَ مع الأبوابِ السابقة، وأشار المصنِّفُ بالتَّرجمةِ بالنظرِ إلى الجزءِ الثاني إلى الردِّ على مَن كَرِهَ بيعَ المِسكِ، كالحسَنِ البَصريِّ؛ لأنَّ أصلَه دمٌ، كما سيأتي عند ذكرِ فوائدِ حديثِ الباب.