الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب كراهية السخب في السوق

          ░50▒ (بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّخَبِ فِي السُّوقِ) وفي بعض النُّسخ: <في الأسواق> بالجمع، و((السَّخَب)) بفتح السين المهملة والخاء المعجمة فموحدة، ويُروى: ((الصَّخبِ)) بالصاد المهملة بدلاً من السين؛ لتقارُبِهما مخرَجاً؛ وهو: رفعُ الصَّوتِ بالخِصام، كذا في ((الفتح)) و((العمدة))، والذي ذكرَه الكرمانيُّ وكثيرون أنَّه الصِّياحُ من غيرِ تقييدِه بالخِصام، ويدُلُّ له كلامُ اللُّغويين، قال في ((المصباح)): صَخِبَ صَخَباً _من باب: تَعِبَ_، ورجلٌ صَخِبٌ وصاخِبٌ وصَخْبانُ وصَخَّابُ: كثيرُ اللَّغَطِ والجَلَبة، والمرأةُ: صَخْبى.
          وقال في ((القاموس)): الصَّخَبُ _محرَّكةً_: شدَّةُ الصَّوتِ، فتأمَّل.
          وقال ابنُ بطَّالٍ: الصَّخَبُ عند أهلِ اللُّغةِ: الصِّياحُ، قال صاحبُ ((العين)): صَخِبَ صخَباً؛ إذا صاحَ، ذكرَه في حرف الصاد، وذكره في السين، وهو في بعض نُسخِ البخاريِّ، وقال أبو حاتمٍ: ما كان مع الخاءَ، فتجوزُ كتابتُه بالسينِ والصاد، انتهى.
          قال في ((الفتح)): وأُخذتِ الكَراهةُ من نفيِ الصِّفةِ المذكورةِ عن النبيِّ صلعم، كما نُفيَت عنه صفةُ الفَظاظةِ والغِلْظة.