الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول الله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم}

          ░12▒ (بَابُ قوله) وفي بعضِ الأصُول: <قولِ الله> (تَعَالَى) وفي بعضٍ آخرَ: <قولِه ╡> ({أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}) أي: بعضَ طيِّباتِ كسبِكُم؛ أي: مكسوبِكم، أو الذي كسَبتموه، والمرادُ المؤمنون في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا} [البقرة:267] والمرادُ بالطِّيباتِ الحلالُ، وقيل: جيادُها، وتقدَّمَ في كتابِ الزَّكاةِ عن مجاهدٍ أنَّ المرادَ به التِّجارةُ، ولأبي الوقت: <كُلوا> بدَلَ: {أَنْفِقُوا} قال ابنُ بطَّالٍ: وهو غلَطٌ، وقال في ((التَّلويح)): إنه من طُغيانِ القلم، انتهى.
          ولعلَّه قراءةٌ شاذَّة أشار إليها، فراجِعْه.
          وقال في ((الفتح)): إنه رأى ذلك للنسفيِّ، وتقدَّمَتِ الآيةُ في بابِ الزَّكاةِ مع الكلامِ عليها، ومع تصديرِها بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا} وإيرادِها إلى قوله: {أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.