الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من أنظر معسرًا

          ░18▒ (بَابُ مَنْ أَنْظَرَ) أي: بيانِ فضلِ مَن أنظَرَ (مُعْسِرًا) وإثابتِه على ذلك وإن كان إنظارُه واجباً كما مرَّ آخرَ الباب قبلَه عن ((الفتح)) ومما يدلُّ لذلك ما رواه مسلمٌ من حديثِ أبي اليَسَر _بفتح التحتية والسين المهملة_ رفعَه: ((مَن أنظَرَ مُعسِراً أو وضَعَ له أظلَّه الله في ظلِّ عَرشِه)) وما رواه أيضاً من حديث أبي قتادةَ رفعَه: ((مَن سرَّه أن يُنجيَه الله من كُربِ يومِ القيامة، فلينفِّسْ عن مُعسِرٍ أو يضَعْ عنه)).
          ولأحمدَ عن ابن عبَّاسٍ نحوُه، وقال: ((وقاه الله من فَيحِ جهنَّمَ)) وروى ابنُ أبي شيبةَ عن أبي قتادةَ قال: سمعتُ النبيَّ يقول: ((مَن نفَّسَ عن غريمِه أو محا عنه، كان في ظلِّ العرشِ يومَ القيامة)).
          وروى الطبرانيُّ عن سَعدِ بنِ زُرارةَ قال: قال رسولُ الله صلعم: ((مَن سرَّه أن يظِلَّه في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظلُّه، فليُيسِّرْ على مُعسِرٍ أو لِيضَعْ عنه)).
          ولأحمدَ عن زائدةَ قال: ((سمعتُ النبيَّ يقول: مَن أنظرَ مُعسِراً فله بكلِّ يومٍ مثلِه صدقةٌ قال: ثم سمعتُكَ تقول: مَن أنظرَ مُعسِراً فله بكلِّ يومٍ مثليهِ صدقةٌ، قال: مَن أنظَرَ مُعسِراً فله بكلِّ يومٍ مثلِه صدَقةٌ قبل أن يحِلَّ الدَّينُ، فإذا حلَّ الدَّينُ فأنظرَه، فله بكلِّ يومٍ مثلاه صدَقةٌ)).
          وتقدَّم الفرقُ بينه وبين الموسِر، والمرادُ بالمُعسِر: مَن لم يجِدْ وفاءً.