الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع

          ░22▒ (بَابُ مَا يَمْحَقُ) أي: من البَركةِ (الكَذِبُ) بالرَّفع، فاعلُ ((يمحَقُ)) ومفعولُه محذوفٌ؛ أي: بابُ: بيانِ / ما يمحَقُه الكذبُ (وَالكِتْمَانُ فِي البَيْعِ) تنازعَه المصدران، ويحتمِلُ تعلُّقَه بالفعل، و((ما)) موصولةٌ، أو موصوفةٌ، أو مصدريَّةٌ، و((يمحَقُ)) بفتح الحاء، مضارعُ: مَحَقَ _بفتحها أيضاً_، ففي ((المصباح)): مَحَقَه مَحْقاً _من باب: نفَعَ_: نقَصَه، وأذهَبَ منه البركةَ، وقيل: ذهابُ الشيءِ كلِّه حتى لا يُرى له أثرٌ، ومنه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البقرة:276] وانمحَقَ الهِلالُ لثلاثِ ليالٍ في آخرِ الشهرِ حتى لا يكادُ يُرى لخفائه، والاسم: المُحاقُ _بالضم، والكسرُ لغةٌ_، انتهى.
          و((الكَذبُ)) الإخبارُ بخلاف الواقع، ويكونُ من البائع والمشتري، وكذا ((الكتمان)) وهو معطوفٌ على ((الكَذبُ)) عطفٌ مغايِرٌ؛ لأنه إخفاءُ الشيءِ وعدمُ الإخبارِ به.
          وفي ((المصباح)): كتَمتُ زيداً الحديثَ كَتْماً _من باب: قتَلَ_ وكِتْماناً _بالكسر_ يتعدَّى إلى مفعولَين، ويجوزُ زيادةُ ((من)) في المفعولِ الأولِ، فيُقال: كتَمتُ من زيدٍ الحديثَ، مثلَ: بعتُه الدارَ، وبعتُ منه الدارَ، انتهى.
          وسقطَ هذا البابَ وحديثَين بعده عند ابنِ بطَّالٍ.