الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بيع المزايدة

          ░59▒ (باب بَيْعِ الْمُزَايَدَةِ) بالزاي والتحتية بعد الألف (وَقَالَ عَطَاءٌ) أي: ابنُ أبي رَباحٍ ممَّا وصلَه أبو بكرِ بنُ أبي شَيبةَ (أَدْرَكْتُ النَّاسَ لاَ يَرَوْنَ بَأْساً بِبَيْعِ الْمَغَانِمِ) بميم أوله، وفي بعض: <الغنائمِ> (فيمَنْ يَزيدُ) ويلتحِقُ بها غيرُها للاشتراكِ في الحكمِ، وكأنَّه خرجَ مخرجَ الغالبِ فيمَن يعتادونَ فيه البيعَ مُزايَدةً، وهي الغنائمُ والمواريثُ، وألحقَ بهما غيرَهما للاشتراكِ في الحُكمِ، قاله في ((الفتح))، فتأمَّل، وقد أخذَ بظاهرِه الأوزاعيُّ وإسحاقُ، فخَصَّا الجوازَ ببَيعِ المغانمِ والمواريثِ.
          قال في ((الفتح)): كأنَّ المصنِّفَ أشارَ بالتَّرجمةِ إلى تضعيفِ ما أخرجَه البزَّارُ من حديثِ سفيانَ بنِ وهبٍ: ((سمعتُ النبيَّ صلعم ينهى عن بيعِ المزايَدةِ))، فإنَّ في إسنادِه: ابنَ لهيعةَ، وهو ضعيفٌ وقال فيه أيضاً: ووَردَ في البيعِ فيمَنْ يزيدُ حديثُ أنسٍ: أنَّه صلعم باعَ حِلْساً وقَدَحاً، وقال: ((مَن يشتَري هذا الحِلْسَ والقَدَحَ؟)) فقال رجلٌ: أخذتُهما بدرهمٍ، فقال: ((من يزيدُ على درهمٍ؟)) فأعطاه رجلٌ درهمينِ، فباعَهما منه، أخرجه أحمدُ وأصحابُ ((السُّنن)) مطوَّلاً ومختصَراً، واللَّفظُ للترمذيِّ، وقال: حسنٌ، انتهى.