إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

[تتمة غريب آيات سورة اقرأ]

          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ ({نَادِيَه}[العلق:17]) أي: (عَشِيرَتَهُ) فليستنصر بهم(1)، وأصلُ النَّادي: المجلس الَّذي يجمعُ النَّاس، ولا يسمَّى ناديًا ما لم يكن فيهِ أهلُه.
          ({ الزَّبَانِيَةَ}[العلق:18]) أي (المَلَائِكَةَ) وسمُّوا بذلك لأنَّهم يدفعون أهلَ النَّار إليها بشدَّة، مأخوذٌ من الزَّبن؛ وهو الدَّفع.
          (وَقَالَ مَعْمَرٌ) أبو عُبيدة: ({الرُّجْعَى}[العلق:8]) هي(2) (المَرْجِعُ) في الآخرةِ، وفيه تهديدٌ لهذا الإنسانِ من عاقبةِ الطُّغيان، وسقط «مَعمر» لغير أبي ذرٍّ‼، وحينئذٍ فيكون من قولِ مجاهد، والأوَّل أوجه؛ لوجودهِ عن أبي عُبيدة.
          (لَنَسْفَعَنْ [العلق:15]) أي: (لَنَأْخُذَنْ) بناصيتهِ فلنجرنَّه إلى النَّار، ولغير أبي(3) ذرٍّ: ”قال(4): لنأخذن“ (وَ لَنَسْفَعَنْ بِالنُّونِ، وَهْيَ الخَفِيفَةُ) وفي رسمِ المصحفِ بالألف (سَفَعْتُ بِيَدِهِ) بفتح السين والفاء وسكون العين، أي: (أَخَذْتُ) قاله أبو عُبيدة أيضًا.


[1] في (د): «فليستنصرهم».
[2] في (ص): «هو».
[3] في (ص): «ولأبي».
[4] قوله: «قال»: ليس في (د) و(م).