إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة

          4945- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بنُ دُكَينٍ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ) بسكون العين في الأول(1) وضمها في الثاني، مصغَّرًا، أبي حمزَة _بالحاء المهملة والزاي_ ختنُ أبي عبد الرَّحمن السُّلَمِي (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ) بضم السين وفتح اللام (عَنْ عَلِيٍّ) هو ابنُ أبي طالبٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ / صلعم فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ) مقبرة المدينة _منَّ اللهُ عليَّ بالدَّفن بها مع خاتمة الإسلام_ (فِي جَنَازَةٍ) لم يسمِّ صاحبها (فَقَالَ) صلعم : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ) موضعُ قعودهِ منهما(2)، كنايةً عن كونهِ من أهلِ الجنَّة أو النَّار باستقرارهِ فيها، والواو المتوسِّطة بينهما لا يمكنُ أن تجريَ على ظاهرهَا، فإنَّ «ما» النَّافية، و«مِن» الاستغراقيَّة يقتضيان(3) أن يكون لكلِّ أحدٍ مقعدٌ من النَّار ومقعدٌ من الجنَّة، فيجبُ‼ أن يقال: إنَّ الواو بمعنى: أو، وقد وردَ بلفظ أو من طريقِ محمَّد بنِ جعفرٍ، عن شعبة، عن الأعمش في الباب الآتي بعد البابِ اللَّاحق [خ¦4946] (فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَفَلَا نَتَّكِلُ؟) أي: أفلا نعتمدُ على كتابنا الَّذي قدَّر اللهُ علينا؟ وعند ابن مَرْدويه في «تفسيره» من طريقِ جابرٍ: أنَّ السَّائل عن ذلك سُراقةَ بن جُعشم، وفي «مسند» الإمام(4) أحمد: أنَّه أبو بكرٍ، وفي «مسند عمر» لأبي بكرٍ المِروزيِّ والبزَّار: أنَّه عمر، وقيل: عليٌّ الرَّاوي (فَقَالَ) ╕ : (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ) أي: مهيَّأ لمَا خلقَ لهُ(5) (ثمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} إِلَى قَوْلِهِ: {لِلْعُسْرَى}[الليل:5-10]) وسقط لأبي ذرٍّ «{وَصَدَّقَ}...» إلى آخره وقال بعد قوله: {وَاتَّقَى}: ”الآيةَ“.


[1] في (ص) و(م): «الأولى».
[2] في (د): «منها».
[3] في (ص): «مقتضيان».
[4] قوله: «الإمام»: ليست في (س) و(ص).
[5] قوله: «لما خلق له» جعلها في (د) من المتن.