إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله

          4944- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) سقط «ابن حفصٍ» لغير أبي ذرٍّ، قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفصُ بن غياثٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمانُ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ، أنَّه (قَالَ: قَدِمَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ) يعني: ابن مسعودٍ، هم علقمة بن قيسٍ، وعبدُ الرَّحمن والأسودُ ابنا يزيدَ النَّخعيِّ (عَلَى(1) أَبِي الدَّرْدَاءِ) وهذا صورته صورةُ إرسالٍ؛ لأنَّ إبراهيمَ لم يحضُرِ القصَّة، لكن في الرِّواية السَّابقة [خ¦4943]: عن إبراهيمَ عن علقمةَ. وحينئذٍ فلا إرسالَ في هذه الرِّواية (فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ؟) يعني: ابنَ مسعودٍ (قَالَ) أي: علقمة: (كُلُّنَا) يقرأُ على قراءته (قَالَ) أبو الدَّرداء: (فَأَيُّكُمْ يَحْفَظُ؟) ولأبي ذرٍّ: ”أحفظُ“(2) (وَأَشَارُوا) ولأبي ذرٍّ: ”فأشاروا“ (إِلَى عَلْقَمَةَ) بن قيسٍ (قَالَ) أبو الدَّرداء: (كَيْفَ سَمِعْتَهُ) يعني: ابنَ مسعودٍ (يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}؟ قَالَ عَلْقَمَةُ: «وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى») بالخفضِ (قَالَ) أبو الدَّرداء: (أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقْرَأُ هَكَذَا، وَهَؤُلَاءِ) أي: أهلُ الشَّام (يُرِيدُونِي) ولأبي ذرٍّ: ”يريدونَني“ (عَلَى أَنْ أَقْرَأَ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى}[الليل:3] وَاللهِ لَا أُتَابِعُهُمْ) على هذه القراءةِ، قال ذلك لِمَا تيقَّنه من سماعِ ذلك من رسولِ الله صلعم ، ولعلَّه لم يعلَم بنسخهِ، ولم يبلغْه مصحفُ عثمان المجمع عليه، المحذوف منهُ كلُّ منسوخٍ.


[1] في (م): «عن».
[2] في (ج): «أحفظَ».