إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون

          4935- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (مُحَمَّدٌ) هو ابنُ سلَام البِيْكَنديُّ قال: (أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ(1)) محمَّد بن خازمٍ الضَّرير (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بنِ مهران (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان السَّمان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ) نفخةِ الإماتَة ونفخةِ البعثة(2) (أَرْبَعُونَ، قَالَ) وفي «سورةِ الزُّمر» [خ¦4814] من طريقِ عمر بن حفص بنِ غِياث، عن أبيهِ، عن الأعمشِ: قالوا. بالجمع، أي: أصحاب أبي هُريرة لهُ: (أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ) أبو هريرة: (أَبَيْتُ) أي: امتنعتُ عن(3) الإخبارِ بمَا لا أعلمُ (قَالَ) أصحابهُ: (أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ) أبو هُريرة: (أَبَيْتُ. قَالَ) السَّائلُ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ) أبو هُريرة: (أَبَيْتُ) أي: امتنعتُ عن تعيينِ(4) ذلك، وعندَ ابنِ مَرْدويه من حديثِ ابنِ عبَّاس قال: بينَ النَّفختين أربعون سنةً (قَالَ: ثُمَّ يُنْزِلُ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ) أي: الأموات (كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ) أي: غير الأنبياءِ (شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا) بالنَّصب على الاستثناء، ولأبي ذرٍّ: ”إلَّا عظمٌ واحد“ (وَهْوَ عَجْبُ الذَّنَبِ) بفتح العين وسكون الجيم؛ وهو عظمٌ لطيفٌ في رأسِ العُصْعص بين الأليتَينِ (وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ).
          وهذا الحديثُ سبقَ بـ «الزُّمر» [خ¦4814].


[1] في (د): «عوانة».
[2] في (ب) و(س): «البعث».
[3] في (ب) و(س): «من».
[4] في (م): «عن الإخبار بتعيين».