إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا مع رسول الله وأنزلت عليه

          4930- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (مَحْمُودٌ) هو ابنُ غيلان قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين مصغَّرًا، ابن موسى، وهو شيخُ المؤلِّف، أخرجَ هذا الحديث عنهُ بالواسطةِ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بن يونسَ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمرِ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) بن قيسٍ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) يعني: ابنَ مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: ”مع النَّبيِّ“ ( صلعم ) في غارٍ بمنَى (وَأُنْزِلَتْ) بالواو، ولأبي ذرٍّ: ”فأنزلَتْ“ (عَلَيْهِ «وَالمُرْسَلَاتِ» وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا) أي: {وَالْمُرْسَلَاتِ} (مِنْ فِيهِ) فَمِهِ (فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ) تقعُ على الذَّكر والأنثى، ودخلت الهاءُ؛ لأنَّه واحدٌ من جنسٍ؛ كبطَّة ودجاجَة (فَابْتَدَرْنَاهَا) أي: تسابقنَا أيُّنا يدركُها أوَّلًا ليقتلَها (فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا) بتقديم الجيم على الحاء المهملة (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا) بضم الواو وكسر القاف مخفَّفة فيهما.
          4931- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ) بفتح العين وسكون الموحدة وبعد المهملة هاء تأنيث (بْنُ عَبْدِ اللهِ) الصَّفَّار الخُزاعيُّ قال: (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ) بنِ سليمانَ الكوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونس (عَنْ مَنْصُورٍ) يعني: ابنَ المعتمر (بِهَذَا) أي:(1) الحديث المذكُور.
          (وَعَنْ إِسْرَائِيلَ) أيضًا بالإسنادِ السَّابق (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بن مِهران (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) بنِ قيسٍ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ (مِثْلَهُ) أي: مثلَ الحديثِ السَّابق أيضًا، والحاصلُ أنَّه زادَ لإسرائيل شيخًا آخر؛ وهو الأعمشُ (وَتَابَعَهُ) أي: تابعَ يحيى بنَ آدم _فيما وصلهُ الإمامُ أحمدُ_ (أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ) الملقَّب بشاذانَ الشَّامي (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونُس.
          (وَقَالَ حَفْصٌ) هو ابنُ غياثٍ، فيمَا وصله بعد باب [خ¦4934] (وَأَبُو مُعَاوِيَةَ) محمَّد بنُ خازمٍ الضَّرير، فيما وصلَه مسلم (وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ) بقاف مفتوحة فراء ساكنة فميم، الضَّبيُّ _بالضاد المعجمة المفتوحة‼ والموحدة_ الكوفيُّ وهو ضعيفُ الحِفْظ، وليس لهُ في «الجامع» سوى هذا التَّعليق السَّابق في «بدءِ الخَلق» [خ¦3317]. الثَّلاثة: (عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ) شاذَان.
          (قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”وقالَ“ (يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ) الشَّيبانيُّ البصريُّ، شيخُ المؤلِّف، فيما وصله الطَّبرانيُّ: (أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح اليَشكريُّ (عَنْ مُغِيرَةَ) بنِ مِقْسم الكوفيِّ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) بن قيسٍ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ، ومرادُه بهذا أنَّ مغيرةَ وافقَ إسرائيلَ في شيخِ إبراهيمَ، وأنَّه علقمة (وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ) محمَّد صاحبُ المغازي، فيمَا وصلَه أحمد: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ) الأسودِ الملقَّب بشاذان(2) (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ ☺ ، ومراده أنَّ للحديثِ أصلًا عن الأسودِ من غيرِ / روايَة طريقِ(3) الأعمَش ومنصور.
          وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابنُ عبدِ الحميد (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمانَ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بنِ عامرٍ(4) أنَّه (قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ) بنُ مسعودٍ: (بَيْنَا) بغير ميم (نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي غَارٍ) بمنًى، وجوابُ بينا قوله: (إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ {وَالْمُرْسَلَاتِ} فَتَلَقَّيْنَاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ) أي: فَمه (لَرَطْبٌ(5) بِهَا) لم يجفَّ ريقَه(6)؛ لأنَّه كان أوَّل زمان نزولِها (إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : عَلَيْكُمُ اقْتُلُوهَا. قَالَ(7): فَابْتَدَرْنَاهَا) أي: تسابَقْنا أيُّنا يدركُها أوَّلًا (فَسَبَقَتْنَا) زادَ في السَّابقة [خ¦4930]: «فدخلت جُحرهَا» (قَالَ) ابنُ مسعودٍ: (فَقَالَ) ╕ : (وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا) منصوبٌ مفعول ثانٍ.


[1] قوله: «أي»: ليس في (د) و(ص) و(م).
[2] سبق التنبيه إلى أن الصواب: الأسود بن يزيد النخعي تلميذ ابن مسعود ☺، وأن الشامي متأخر عنه.
[3] قوله: «طريق»: ليست في (م) و(د).
[4] في (د) و(م): «وعن».
[5] في (م): «لمترطب».
[6] في (م): «ريق».
[7] قوله: «قال»: ليست في (م).