إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عباس: كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه

          4928- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى) بضم العين مصغَّرًا، ابن باذَام العبسيُّ الكوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونس بنِ أبي إسحاق السَّبيعيِّ (عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ) الكوفيِّ (أنَّه سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}[القيامة:16] قَالَ) ابنُ جُبَير مجيبًا لموسى: (وَقَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”قال“(1) (ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ : (كَانَ) أي: النَّبيُّ صلعم (يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) بهمزة مضمومة، ولأبي ذرٍّ: ”نَزَل عليه“ بحذفها (فَقِيلَ لَهُ) على لسانِ جبريلَ: ({لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}) وكان (يَخْشَى أَنْ يَتَفَلَّتَ مِنْهُ) أي: القرآن، والَّذي في «اليونينية»: ”ينفلتَ“ بالنون بعد التَّحتية بدل الفوقية ({إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}[القيامة:17]) سقط «وقرآنَهُ» لأبي ذرٍّ، أي: (أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ) أي: ضمنَّا أن نحفظهُ عليك {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:9] وتكفَّلنَا(2) جمعه (وَ{وَقُرْآنَهُ}: أَنْ تَقْرَأَهُ) بلسانِك ({فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} يَقُولُ: أُنْزِلَ عَلَيْهِ) مع جبريل ({فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}) قراءتَه ({ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}[القيامة:18-19]) أي: (أَنْ نُبَيِّنَهُ عَلَى لِسَانِكَ) وفسَّره غير ابنِ عبَّاس ببيانِ ما أشكل من معانيهِ، وفيهِ دليلٌ على جوازِ تأخيرِ البيانِ عن وقتِ الخِطاب.


[1] قوله: «ولأبي ذر قال»: ليست في (د).
[2] في (م): «فتكفلنا».