إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله:{وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}

          ░1▒ (قَوْلُهُ: {وَمَا كُنتُمْ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين، أي: في قولهِ: {وَمَا كُنتُمْ} ({تَسْتَتِرُونَ}) تستخفُون عند ارتكابِ القبائح خيفةَ ({أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}) لأنَّكم تنكرونَ البعثَ والقيامةِ ({وَلَكِن}) ذلك الاستتار لأجل أنَّكم ({ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ}[فصلت:22]) من الأعمالِ الَّتي تُخفونها؛ فلذلك اجترأتُم على ما فعلتُم، وفيه تنبيهٌ على أنَّ المؤمنَ ينبغِي أن يتحقَّق أنَّه لا يمرُّ عليه حال إلَّا وعليه(1) رقيبٌ، وسقطَ قوله: «{وَلَا أَبْصَارُكُمْ}...» إلى آخره للأَصيليِّ، ولأبي ذرٍّ «{وَلَا جُلُودُكُمْ}...» إلى آخره، وقالا: ”الآية“.


[1] قوله: «ما فعلتم... وعليه»: ليس في (د).