الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب صلاة النساء خلف الرجال

          ░164▒ (باب: صَلَاة النِّسَاء خَلْفَ الرِّجَال)
          كتب الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني بذلك مقامهنَّ(1) خلف مقام الرِّجال، ودلَّت(2) الرِّواية على التَّرجمة في لفظ: (قبل أن يدركهنَّ) فإنَّ انصراف النِّساء قبل أن يدركهنَّ الرِّجال لا يمكن إلَّا وهنَّ خلفهم، فلو كنَّ متقدِّماتٍ أو متوسِّطات لم يتصوَّر ذلك. انتهى.
          قال العينيُّ: غرض التَّرجمة بيان أنَّ صلاة النِّساء خلف صفوف الرِّجال، لأنَّ مبنى أمرهنَّ على السَّتر وتأخُّرُهن مِنَ الرِّجال أسترُ لهنَّ... إلى آخر ما قال.
          قلت: وعلى هذا يكون الباب مِنَ الأصلِ الحادي والأربعين إشارة إلى ما ورد: (أَخِّرُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللهُ)(3)، وهو الأوجه عندي.
          وقال السِّنديُّ: المراد قيامهنَّ في الجماعة خلف صفوف الرِّجال، ويحتمل أن يقال: المراد اقتداؤهنَّ بالرِّجال في الصَّلاة، ولعلَّ هذا هو توجيه ذكرِ هذا الباب مرَّتين في الكتاب كما في بعض النُّسخ، فيحمل مرَّة على تأخُّر الصَّفِّ، ومرَّة على صحَّة الاقتداء. انتهى مختصرًا.
          قلت: والتَّكرار في نسخة الكرمانيِّ، ولم يتعرَّض لذلك الحافظان ابن حجر والعينيُّ، نعم تعرَّض له القَسْطَلَّانيُّ... إلى آخر ما في «هامش اللَّامع».


[1] في (المطبوع): ((أن مقامهم)) بزيادة أن وبتذكير الضمير.
[2] في (المطبوع): ((ودلالة)).
[3] أخرجه عبد الرزاق في المصنف في الصلاة، باب شهود النساء الجماعة، (رقم 5115)، قال الزيلعي في نصب الراية حديث غريب مرفوعا، وهو في مصنف عبد الرزاق موقوف على ابن مسعود (نصب الراية2/36).