الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب يطول في الركعة الأولى

          ░110▒ (باب: يُطَوِّل فِي الرَّكْعَة الأُوْلَى)
          والمسألة خلافيَّة بين العلماء، قال الشَّيخ قُدِّس سرُّه في «البذل»: والمذهب عندنا ما في «الهداية» ويطيل الرِّكعة الأولى مِنَ الفجر على الثَّانية إعانة للنَّاس على إدراك الجماعة، وركعتا الظُّهر سواء، وهذا عند أبي حنيفة وأبي يوسف، وقال محمَّد: أحَبُّ إلَيَّ أن يُطِيل الرِّكعة الأولى على غيرها في الصَّلوات كلِّها، وحديث الباب محمول على الإطاعة مِنْ حيث الثَّناء والتَّعوُّذ(1). انتهى.
          وفي هامشي على «البذل»: ودليلنا (الشَّيخين) رواية مسلم: ((كان يقرأ في الظُّهر في الأوليين بقدر ثلاثين آية))، ولذا بوَّب ابن حبَّان: السَّبب الَّذِي من أجله يطوِّل الأولى، ثمَّ ادَّعى أنَّ طول الأولى يكون للتَّرتيل وغيره، قاله ابن رسلان(2).
          وفي «المغني»: يستحبُّ أن يُطِيل الرَّكْعة الأُولى مِن كلِّ صلاة ليَلْحَقَه القَاصد للصَّلاة، وقال الشَّافعيُّ: يكون الأُولَيَان متساويين.
          ووافَقَنا أبو حنيفة في الصُّبح، ووافق الشَّافعيَّ في بقيَّة الصَّلوات(3). انتهى.
          قلت: وفي «شرح الاقناع»: ويُسَنُّ أن يُطَوِّل مَنْ تُسَنُّ له السُّورة قراءة أولى على / ثانية للاتِّباع(4). انتهى.
          وفي «حاشيته للبجيرميِّ»: قوله: مَنْ تُسَنُّ لهُ السُّورة وهو الإمَام والمُنْفَرِد(5). انتهى.
          قال النَّووي في «شرح المسلم»: الأشهر عندنا ألَّا يطوِّل، والصَّحيح المختار استحباب تطويل الأولى قصدًا(6). انتهى.


[1] أنظر بذل المجهود: ج5/ص14
[2] أنظر بذل المجهود: ج5/ص14.في الهامش
[3] المغني لابن قدامة:1/410
[4] الإقناع في حل الفاظ أبي شجاع:1/144
[5] حاشية البجيرمي على الإقناع:2/67 والعبارة فيه: قوله: (ويُسَنُّ أن يُطَوِّلَ من تُسَنُّ له السُّورَةُ) وهو الإِمَامُ والْمُنْفَرد
[6] أنظر شرح النووي لصحيح مسلم4/175