الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب رفع الصوت بالنداء

          ░5▒ (باب: رَفْع الصَّوْتِ بالنِّدَاء)
          تقدَّم أنَّه عندي بابٌ في بابٍ، وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: قوله: وقول عمر بن عبد العزيز: (أذِّن أذانًا سمحًا...) إلى آخره أشار به إلى أنَّ المراد بالرَّفع في الرِّواية والتَّرجمة هو الَّذِي لا يُورِثُ البَحَّةَ، والخُشُونَة في الصَّوت، وهو الرَّفع البالغ إلى حدٍّ يُتْعِب صاحبه، بل المراد الرَّفع الغير المتعب. انتهى.
          وقال الحافظ: الظَّاهر أنَّه خاف عليه مِنَ التَّطْرِيب الخُرُوجَ عن الخُشُوع، لا أنَّه نهاه عن رفع الصَّوت(1).
          وقال العينيُّ: قال الدَّاوُديُّ: لعلَّ هذا المؤذِّن لم يكن يحسن مدَّ الصَّوت إذا رفع بالأذان فعلَّمه، وليس أنَّه نهاه عن رفع الصَّوت. انتهى.
          قال العينيُّ: كأنَّه يطرِّب في صوته ويتنغَّم، ولا ينظر إلى مدِّ الصَّوت، فأمره بالسَّماحة والسُّهولة بترك التَّطريب وبمدِّ صوته(2). انتهى.
          والأوجه عندي أنَّ التَّطريب يكون مانعًا عن رفع الصَّوت، فأمره بتركه ليكون أعونَ في رفع الصَّوت، وما أفاده الشَّيخ قُدِّس سرُّه أجود وأوفق بالتَّرجمة والرِّواية، إلَّا أنَّ تمام أثره المذكور في ابن أبي شيبة يدلُّ على أنَّ نكيره كان على التَّطريب. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».


[1] فتح الباري:2/88
[2] عمدة القاري5/113