الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد

          ░36▒ (باب: من جَلَس فِي المَسْجِد...)
          قال الحافظ: أي: ليصلِّيها جماعةً. انتهى.
          ولم يتعرَّض هو ولا غيره مِنَ الشُّرَّاح عن غرض التَّرجمة، وبوَّب على حديث الباب أبو داود: باب: فضل القعود في المسجد، وكتب الشَّيخ نوَّر الله مرقده في «البذل»: صنيع البخاريِّ يدلُّ على أنَّه حمل الحديث على القعود لانتظار الصَّلاة، وأمَّا صنيع المؤلِّف أبو داود فيدلُّ على أنَّ القعود في المسجد عنده عامٌّ، سواءٌ كان لانتظار الصَّلاة أو بعد الفراغ مِنَ الصَّلاة للذِّكر وتلاوة القرآن وغيرها مِنَ العبادات، ويمكن أن يُقال: إنَّ البخاريَّ زاد قوله: (وفَضْلِ المَسَاجِد) ليدلَّ على أنَّ القعود فيه لانتظار الصَّلاة وغيرها يقتضي الفضل(1). انتهى.
          وقلت: تقييد البخاريِّ التَّرجمة بانتظار الصَّلاة واضحٌ مِنَ الرِّوايات الواردة في ذلك، وعليه يدلُّ لفظ الحديث: (ما لم يُحْدِث)، فإنَّه إذا أحْدَثَ لم يكن مُنتظرًا للصَّلاة.


[1] بذل المجهود3/311