التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد

          ░81▒ بَابُ الأَبْوَابِ وَالغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالمَسَاجِدِ
          قال البخاريُّ: (قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي ابنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا عَبْدَ المَلِكِ، لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا!).
          ذكره شاهدًا للأبواب، واسم (ابنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدُ اللهِ بنُ عُبِيْدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي مُلَيْكَةَ، مات مع نافعٍ، و(الغَلَقِ) بفتح الغين المغلاق، وهو ما يُغْلَقُ به الباب.
          468- ثمَّ سَاقَ مِنْ حديثِ حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ: (أَنَّهُ ◙ قَدِمَ مَكَّةَ فَدَعَا عُثْمَانَ بنَ طَلْحَةَ...) الحديثَ.
          وقد سلف مِنْ حديث مُجَاهِدٍ عن ابنِ عُمَرَ في باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة:125]، وطريق نافعٍ طرَّقها الدَّارَقُطْنِيُّ فذكره مرَّةً بزيادة بلالٍ بعد ابنِ عُمَرَ.
          وفيه: اتِّخاذ الأبواب للمساجد، وادَّعى ابنُ بَطَّالٍ وجوبه صونًا لها، وهو ظاهرٌ إذا غلب على الظَّنِّ وقوعه، وإدخال هؤلاء الثَّلاثة معه، لأنَّ عُثْمَانَ أحد السَّدنة، ففي عدم دخوله قد يتوَّهم عزله، وبلالٌ مؤذِّنه وخادم أمر صلاته، وأسامُة حِبُّه ومتولِّي خدمته وما يحتاج إليه، وأمَّا غلق الباب فلئلَّا يظنُّ النَّاس أنَّ الصَّلاة فيه سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، فيلتزموا ذلك.