التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من دعا لطعام في المسجد ومن أجاب فيه

          ░43▒ بَابُ مَنْ دُعِيَ لِطَعَامٍ فِي المَسْجِدِ وَمَنْ أَجَابَ فِيهِ
          422- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ قَالَ: (وَجَدْتُ النَّبِيَّ صلعم فِي المَسْجِدِ مَعَهُ نَاسٌ، فَقُمْتُ فَقَالَ لِي: آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لِطَعَامٍ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ).
          هذا الحديث أخرجه البخاريُّ أيضًا في علامات النُّبوَّة مطوَّلًا [خ¦3578] وفي الأطعمة [خ¦5381] والأيمان والنُّذور [خ¦6688]، وأخرجه مسلمٌ في الأطعمة، والتِّرْمِذِيُّ في المناقب، وقال: حَسَنٌ صحيحٌ، والنَّسَائِيُّ في الوليمة، وقوله: (آرْسَلَكَ؟) _هو بالمدِّ_ وهو علمٌ مِنْ أعلام نبوَّته؛ لأنَّ أبا طَلْحَةَ أرسله.
          وقوله: (لِطَعَامٍ) هو باللَّام، وفي علامات النُّبوَّة: بالباء، وفيه: كان معه أقراصًا مِنْ شعيرٍ ملفوفٍ في الخِمَارِ، وفيه: الدُّعاء إلى غير طعام الوليمة، وإجابة الدَّاعي، والدُّعاء مِنَ المسجد كغيره، وليس ثواب الجلوس فيه بأقلِّ مِنْ ثواب الإجابة وإطعام مَنْ معه، وفيه: الهديَّة وإن كانت قليلةً، وفيه: أنَّ مَنْ دُعِيَ إلى طعامٍ يأتي معه بغيره إذا علم أنَّ صاحب الطَّعام لا يكره ذلك وكان يكفيهم، وقد كفاهم ذلك ببركته، ولم ينقص مِنْ طعامهم شيئًا، ولله المنَّة ولرسوله.
          وقد جاء في الحديث أنَّه إنَّما دعاه إليه، لأنَّه سمع صوتًا ضعيفًا فعرف فيه الجوع، وفيه دعاء الإمام إلى الطَّعام القليل.