التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ

          ░97▒ بَابُ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ.
          5963- ذكر فيه حديث سَعِيدٍ: سمعتُ النَّضْر بن أنسِ بن مالكٍ يُحدِّث قَتَادَةَ قال: (كُنْتُ عِنْدَ ابن عبَّاسٍ وَهُمْ يَسْأَلُونَهُ، وَلاَ يَذْكُرُ النَّبِيُّ صلعم حَتَّى سُئِلَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً صلعم يَقُولُ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ).
          رواه خالدُ بن الحارث، عن سَعِيدٍ فقال: عن قَتَادَة، عن النَّضْر، سمعتُ ابن عبَّاسٍ.
          هذا أخرجه الإسْمَاعيلِيُّ، عن الحَسَن، عن حُمَيْد بن مَسْعَدةَ، عن خالدٍ.
          هذا الحديث أدخلَه ابن بطَّالٍ في الباب قبلَه، ثمَّ نقل عن المُهَلَّب: أنَّه سأل عن وجه دخوله فيه، ثمَّ قال: قيل: وجهُ ذلك _والله أعلم_ أنَّ اللَّعن في لغة العرب: الإبعادُ عن رحمة الله بالعذاب، ومَن كلَّفه الله أن ينفخ الرُّوح فيما هو صوَّر وهو لا يقدِرُ على ذلك أبداً، فقد أبعدَه الله مِن رحمتهِ، فأين أكبرُ مِن هذا اللعن؟
          فَصْلٌ: وفي قوله: (كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ) دليلٌ بيِّنٌ أنَّ الوعيدَ إنَّما جاء في تصوير ما له رُوحٌ مِن الحيوان دون صُورِ الشَّجر والجمادات، فإنَّه ليس داخلاً في معناه.
          وقد سلف حديث ابن عبَّاسٍ فيه، وأنَّ رجلاً قال له: إنَّ معيشتي مِن هذه التَّصاوير. فذكر له هذا الحديث فاصفرَّ الرجل، فلمَّا رأى صُفْرته قال: فإنْ كُنتَ لا بدَّ صانعاً فعليك بهذه الشَّجَر، وكلِّ شيءٍ ليس فيه رُوحٌ.