التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الذوائب

          ░71▒ بابُ الذَّوَائِبِ.
          5919- ذكر فيه حديث ابن عبَّاسٍ ☻ في مبيتِهِ عند مَيْمُونةَ وفي آخره (فَأَخَذَ بِذُؤَابَتِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ). وفي لفظٍ: (بِذُؤَابتي أو برأسي).
          وشيخُ شيخهِ (الفَضْلُ بن عَنْبَسةَ) أبو الحَسَن الخرَّازُ الوَاسِطِيُّ مِن أفراده، مات سنة ثلاثٍ ومائتين، وفسَّر «المطالع» الذُّؤابةَ بالنَّاصِية، فقال: (بِذُؤابَتِي): بِنَاصِيتي، وعبارة بعضهم: هي شَعَرُ النَّاصِيَة وَمَيْلُها. ومثلها عبارة الجَوْهرِيِّ: الذُّؤابة مِن الشَّعر والجمع الذَّوائب.
          والذَّوائب إنَّما يجوز اتِّخَاذها للغلام إذا كان في رأسه شَعْرُ غيرها، وأمَّا إذا حَلَق شَعَره كلَّه وتُرك له ذُؤابةً فهو القَزَع المنهيُّ عنه، كما ستعلمه [خ¦5920].
          وفي أبي داودَ مِن حديثِ ابن عُمَر أنَّه ◙ نهى عن القَزَع، وهو أن يَحْلِق الصَّبِيُّ ويترك له ذُؤابَةً، والذُّؤابَةُ مهموزةٌ. قال ابن التِّين: أن يترك الشَّعَر في بعض الرأس ويَحْلِق أكثرَهُ.
          قال: وقيل: أن يترك الشَّعَر في وسط الرأس ويَحْلِق سائره، وكذلك الطرَّة والصُّدغ، وأصل جمع ذُؤابة: ذآئب، لأنَّ الألف التي في ذُؤابَة كألف رِسَالة حقُّها أن تُبدل همزةً في الجمع، لكن استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين همزتين فأبدلوا مِن الأوَّلى واواً. قاله الجَوْهرِيُّ.